الثلاثاء، 8 مايو 2012

محمد باقر الصدر واستصحاب الثورة الحسينية

محمد باقر الصدر واستصحاب الثورة الحسينية
                                                                               



                  


اثير الخاقاني
من الإنصاف أن لا يدمج محمد باقر الصدر في قافلة شهداء العراق التي رحلت بسيف البعث وهي قافلة حافلة بالعطاء لاننا امام رجل كان شهيد إرهاصات التاريخ الطويل وما رصاصات ذلك المقبور إلا نتائج جاءت متأخرة على شهادة سابقة للرصاص والتعذيب نالها من شخوص المشهد التاريخي لمسرحية الحق والباطل ..عبر لنا الصدر تعبيرا نافذا لمجريات ثورة جده الامام الحسين  فأتقنها بحجمه لابحجمها الهائل ولكنه جسّد ملامحها بصورة اقرب الى واقع كربلاء ويمكن ان نتصور هذه النافذه المشرفة من خلال هذه المستويات :

المستوى العلمي :
أبدع محمد باقر الصدر في مجالات علمية وفكرية بعيدة عن واقع الحوزة العلمية ومقررات المنهج الدراسي والتدريسي في آن واحد زاحفا باتجاه العمق الفكري العالمي (الرأسمالي ، والماركسي ) ثم انعطف باتجاه الفكر العربي بصعوده ونزوله ..لاعبا الدور النقدي الموضوعي تارة ودور المواجه بلا هوادة الى حدود إعلان الحرب المعلنة . وما هذا المنازلات الفكرية الاّ جزء من إثبات الهوية الفكرية للمسلم الرسالي الذي غدا في المدين الشيوعي والرأسمالي كيانا أجوفا بلا معنى الا من صفير يخرج من هبوب الريح .

المستوى العملي :
لم يقدم الصدر خارقا في نزوله للجماهير بل كان على منوال سلكه قبله رعيل كبير من نماذج خرجها الإسلام بانفتاحه الواسع على الحياة ، الا ان عنصر الإعجاز _ان جاز لنا التعبير _ هو في قدرته الفائقة على صنع المقدمات والصمود عليها دون ان يرى للنتائج أي بصيص في حينه .هذا التقييم يعرفه من عاش حقبة السبعينات من القرن المنصرم هل كان يتوقع احد ان الدم المهراق من الصدر وهو مضافا الى نظرياته وأفكاره وطروحاته وهذا بمجموعه مقدمات لسلامة الإسلام من خطر محدق به اسمه البعث او أي مسمى يأتي آخر.. أقول هل كان بالحسبان ان يعد مقدمات الصدر عقلانية تاتي ثمارها..معظم الكتاب الذين بحثوا في نهضة الصدر لم يركزوا على ان الصدر جمع في حيويته الثورية صمودا صوفيا او عرفانيا على أي منهما لتحقيق النتائج فالصبر الذي قابل به الهزات السياسية والاستخبارية والأمنية لسحب القناعة بمقدماته التي فرضها عقلانية لاتقبل الجدل " البعث حزب كافر " دون ان يضع أي حسابات للعودة عن ذلك دون أي تراجع الى المتغيرات فقد يتغير الكافر الى موحد في قابل الايام ..ان حسمه لهذا الصراع هو الذي أزال الجدل عن الافق المنظور للبعث منذ لحظة الصدام بين الصدر وهذا الحزب برموزه رموز الجريمة في سلسلة الأحداث ، ان ذلك الصبر أعطى للصدر كمفكر وكفقيه وثائر فرصة للنظر من خلف الأسوار الى المستقبل القريب والبعيد
ولذا جاءت كلمته الى ابنته في لحظة حرجة من لحظات الوداع " ابنتي سينتهي البعث ولو بعد عشرين عاما "
  
الصدر عالج أمراض الأمة :
كان ولازال المجتمع العربي والعراقي بالذات يعاني فصاما عنيفا بين الذات والواقع على ساحة الأحداث ومن هنا نرى الشعارات تحتل رصيدها من الواقع أكثر مما في أعماق الذات العربية العراقية تحديدا المشكلة المركبة في الداخل للفرد العراقي هي في نقطتين هما :
•1.   الشك المستمر في أي عملية إصلاح بما في ذلك المصلح نفسه مهما كان دوره ولونه وشخصه وبيئته .
•2.  التخوف المتأصل من السلطان وهو خوف متراكم حتى اصبح مسيطرا في اللاوعي في كل كينونة المجتمع العراقي فهو يخاف من الصديق ومن البقال ومن العالم ومن الغريب ومن كل شي وهذا قد تبرره شدة الضغط الأمني في أوائل مسيرة البعث والبعثيين وهي نسخة ماخوذة من الأمن المصري في عهد جمال عبد الناصر وابطال القبضة الحديدية شمس البدران وصلاح نصر والمشير عبد الحكيم عامر ثلاثية الرعب في المجتمع المصري وقد سجل التاريخ المصري هذا الرعب حتى وصل الى مستوى الاسطورة !!
ويعد سيد قطب الذي قضى في سجن المباحث على أعواد المشانق مجردا الأمن المصري من محتواه ومن هالة الرعب حتى جاءت النكسة لتضع علامة الاستفهام أمام دور الأمن الحقيقي هل هو لاعدام سيد قطب ام للدفاع عن مصر من جواسيس مناحيم بيكن وساسة اسرائيل العدو الاساس في المعركة بين الاثنين . جاء دور محمد باقر الصدر وهو لايقل عن سيد قطب في المعاناة من الهاجس الامني إلاّ انه اختلف عن سيد قطب في انفتاحه في كتاباته وافكاره وما ألقاه في تلامذته من حب الآخر مهما كان اذا سار معك في تحقيق غاية واحدة ولذا جاء شعاره :اليك ايها السني اليك ايها الشيعي ..اليك ايها العربي اليك ايها الكردي وهكذا نراه يطوق ازمته ولايجعل منها بابا الى جر التاويلات من بعده مثلما حصل مع سيد قطب فقد كتب محنته بأسلوب تعددت تأويلات خطابه فيه فوصف بانه امير جماعات التكفير مرة والمجني عليه من نظام ناصر ومن قرائه مرات ..جرد محمد باقر الصدر النظام البعثي من كل مسوغات بقائه قويا بمبادئه التي نادى بها وحاربه بذات الشعارات حتى غدا الاثنين كاجتماع النقيضين فلا البعث يستمر في حكمه مع الصدر ولا الأخير يحتمل ختل ودجل الأول .
  
الهوية والبحث عن الذات :
سُجل للصدر انه جمع الذات والهوية العراقية الضائعة في متاهات السياسة المدمجة بواقع الحياة والتي كان من الصعب كشفها واستئصالها لان الفرد كان يعد الحزبية او الجهة التي ينتمي اليها جزءا من شخصيته ولازال هذا الأمر لكنه مخففا بفعل التعددية وبالتالي تكونت في المجتمع عدة إرادات متصارعة واجهت البعث والصدر كلاهما وسلاح البعث كان مباشرا ومعروفا وهو القمع والضرب من يد من حديد في حين واجه الصدر هذه الإرادات بإرادة واحدة منفتحة محتوية شفافة ، ماهي هذه الإرادة انها إرادة مشابه لتلك الإرادة التي شحن بها الإمام الحسين مجتمعه مع فارق الحجم بين الحسين والصدر قطعا انها ارادة التضحية بالنفس من اجل المجتمع من اجل يقضته ونهضته وسلامته من الفكر الذي لايليق به ومن الحكم التعسفي الذي يناسب الغابة بل دونها كثيرا ..لقد استسهل الصدر كجده الموت وهو الخوف الذي ينتهي عنده أي خوف فاذا شاهد المجتمع ان فرد ما .. يقدم على الموت من اجلهم فان جميع مخاوفهم تزول لانه أزال أعظم خوف عنهم وهو خوف الموت تأمل في حركة الإمام الحسين عليه السلام حينما قرر السفر من المدينة إلى مكة أو في النهاية حينما قرر الهجرة من الحجاز متجها إلى العراق إلى تسلم مسؤولياته كشخص ثائر حاكم على طواغيت بني أمية كان يتلقى من كل صوب وحدب النصائح من عقلاء المسلمين أو من يسمون يومئذ بعقلاء المسلمين الذين يؤثرون التعقل على التهور كيف ان هؤلاء العقلاء أجمعت كلمتهم على ان هذا التصرف من الإمام الحسين عليه السلام ليس تصرفا طبيعيا كانوا يخوفونه بالموت كانوا يقولون له : كيف تثور على بني أمية وبنو أمية بيدهم السلطان والرجال والمال وكل وسائل الإغراء والترغيب والترهيب ؟ مع بني أمية والتي وصل إليها الإمام الحسين عليه السلام في صراعه مع بني أمية كانوا يمنون السلامة كانوا لا يتصورون ان التضحية يمكن ان تكون بديلا لحياة بالإمكان الاحتفاظ بها  مهما كانت هذه الأنفاس ومهما كانت ملابسات هذه الأنفاس هذه النصائح لم يتلقها الإمام الحسين عليه السلام من رعاع أو من عوام وإنما تلقاها من سادة المسلمين من الأشخاص الذين كان بيدهم الحل والعقد في المجتمع الإسلامي تلقاها من أشخاص من قبيل عبد الله بن عباس , وعبد الله ابن عمر بن الخطاب  وعبد الله بن جعفر الطيار ومن قبيل أخيه محمد بن الحنفية  ومن قبيل غيرهم من سادة الرأي في المجتمع الإسلامي حتى ان عبد الله بن جعفر الذي هو ابن عمه الذي هو ابن أخي علي ابن أبي طالب بالرغم من ارتباطه النسبي الوثيق بالخط كان منهارا نفسيا إلى الدرجة التي أرسل فيها رسالة إلى الإمام الحسين حينما سمع بعزمه على سرعة الخروج من مكة : ان انتظر حتى الحق بك وماذا كان يريد من هذا الانتظار ؟ الإمام الحسين لم ينتظره فحينما وصل عبد الله بن جعفر إلى مكة كان الإمام الشهيد قد خرج منها فذهب عبد الله بن جعفر رأسا إلى والي بني أمية في مكة واخذ منه كتاب الأمان للحسين وذهب بالكتاب إلى الحسين وهو يرى انه قد استطاع بهذا ان يقضي على كل مبررات خروج الحسين لماذا يخرج الحسين من مكة ؟ لأنه خائف فيها وقد جاء الأمان له من سلاطين بني أمية. هذه النصائح كانت تعبر عن نوع من الانهيار النفسي الكامل الذي شمل زعماء وسادة المسلمين فضلا عن الجماهير التي كانت تعيش هذا الانهيار مضاعفا في أخلاقها وسلوكها وأطماعها ورغباتها هذه السلبية والبرود المطلق الذي كان يواجهه الإمام الحسين أو تواجهه حركة الإمام الحسين بالرغم من قوة المثيرات هذا البرود المطلق في لحظات ترقب العطاء الحقيقي كان يعبر عن ذلك الانهيار النفسي على مختلف المستويات . (نص حديث للشهيد الصدر في محاضرة عن شهادة الامام الحسين عليه السلام )
الى جانب تلك الارادة التي حاولت قلع الخوف من عقول وقلوب المجتمع المنهار في إرادته وقيمه وحتى رغباته خط الاندفاع نحو التلبس بقيم السلطة والحاكم واخذ إرادته بعين الاعتبار حتى غدا المجتمع يتأله الحكومة والحاكم فهو يفعل ماشاء الرئيس فعله وينتهي عما نهى عنه ..ربما يعذر المجتمع عن الامتناع عن اظهار رغباته وافكاره خوفا من الحكم ولكنه غير معذور من انهياره النفسي لانها خسارة لن يعوضها ذهاب الحكم الظالم الا ان يغير المجتمع مافي نفسه وعملية التغيير النفسي من اصعب الصعوبات وتحتاج الى طاقات جبارة ..يستعرض  الصدر هذا الأمر تاريخيا وهو وان لم يبديه جليا منسحبا على مرحلته بانطباقية فريدة اذ يذكر ان (..عبيد الله بن زياد استطاع خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أكثر تقدير بعد مقتل مسلم بن عقيل إلى أول المحرم ان يجند عشرات الألوف من أبناء هذا البلد الذي كان وما يزال إلى ذلك الوقت يحمل رسالة علي والولاء له جند من هذا البلد عشرات الآلاف واستجاب له مئات من الأشخاص الذين كانوا قد حاربوا مع الإمام علي في صفين وحاربوا مع الإمام علي في سائر مراحل جهاده استجاب له شخص من قبيل عمرو بن الحجاج ومن هو عمرو بن الحجاج ؟ هو من أولئك الذين اضطهدوا في سبيل الإمام علي عليه السلام من أولئك الذين عاشوا المحنة أيام زياد ولكنه لم يستطع ان يواصل المحنة طلق عقيدته قبل ان يصل إلى أخر الشوط لأنه شعر ان هذه العقيدة تكلف ثمنا غاليا وانه إذا طلقها أمكنه ان يشتري بدلا عنها دنيا واسعة هذا الشخص الذي رافق الإمام علي في جهاده انهار أخيرا وانتهت إرادته انتهت شخصيته كانسان مسلم يفكر في الإسلام عمرو بن الحجاج نفسه كلفه عمر بن سعد بأسوأ عمل يمكن ان يكلف به إنسان كلفه بالحيلولة دون سيد الشهداء والماء بقي واقفا على الماء يمنع ابن رسول الله والبقية الباقية من ثقل النبوة عن ان يشربوا من الماء واستجاب لذلك شبث بن ربعي ومن هو شبث بن ربعي ؟ هو الرجل الذي عاش مع جهاد أمير المؤمنين الرجل الذي كان يعي مدلول حرب صفين وكان يدرك ان الإمام علي عليه السلام في حرب صفين يمثل رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة بدر ولكن الدنيا والانهيار النفسي و النفس القصير خنقه في النهاية فذاب وتميع واشتد تميعه بالتدريج إلى ان وصل إلى حد : ان عبيد الله بن زياد يبعث إليه ليقاتل الحسين ابن رسول الله فماذا يكون العذر ؟ ماذا يكون الجواب ؟ لا يملك ان يعتذر بعذر من الأعذار إلا ان يقول : (( أنا مريض )) كلمة باردة جدا على مستوى بروده النفسي عبيد الله بن زياد يبعث إليه رسول مرة أخرى ليقول له : المسالة حدية لا مرض في هذه الحالة اما ان تكون معنا واما ان تكون عدونا وبمجرد ان يتلقى هذه الرسالة ويعرف ان المسالة حدية يقوم شبث بن ربعي ويلبس ما كان يلبسه ثم يخرج متجها إلى عبيد الله بن زياد وهو يقول : لبيك هذه الاستجابات من هذا الطرف وذاك البرود وتلك السلبية من ذلك الطرف هم اكبر دليل على هذا المرض .

    مفارقة مذهلة : 
ويركز الصدر على مفارقة مذهلة في المجتمع الكوفي انذاك وهي باقية الى يوم الصدر ويومنا الحاضر وهي  التناقض الذي كان يوجد بين قلب الأمة وعواطف الأمة وعملها هذا التناقض الذي عبر عنه الفرزدق بقوله للإمام الحسين عليه السلام : ان قلوبهم معك وسيوفهم عليك لا ان جماعة قلوبهم معك وجماعة أخرى سيوفهم عليك بل الوحدات الثمانية في التناقض كلها محفوظة ولكن مع هذا لا تناقض لان هذا الشخص الذي لا يملك إرادته يمكن ان تتحرك يده على خلاف قلبه وعاطفته ولهذا كنا نراهم يبكون ويقتلون الحسين لأنهم يشعرون بأنهم بقتلهم للإمام الحسين عليه السلام يقتلون مجدهم يقتلون أخر أمالهم يقتلون البقية الباقية من تراث علي بن أبي طالب عليه السلام هذه البقية التي كان يعقد عليها كل الواعين من المسلمين الأمل في إعادة حياة الإسلام في إعادة الحياة إلى الإسلام كانوا يشعرون بأنهم يقتلون بهذا الأمل الوحيد الباقي للتخلص من الظلم القائم ولكنهم مع هذا الشعور لم يكونوا يستطيعون إلا ان يقفوا هذا الموقف ويقتلوا الإمام الحسين عليه السلام قتلوا الإمام الحسين وهم يبكون واسأل الله ان لا يجعلنا نقتل الإمام الحسين عليه السلام ونحن نبكي ان لا يجعلنا نقتل أهداف الحسين عليه السلام ونحن نبكي الإمام الحسين ليس إنسانا محدودا عاش من سنة كذا ومات من سنة كذا الإمام الحسين عليه السلام هو الإسلام ككل الإمام الحسين عليه السلام هو كل هذه الأهداف التي ضحى من اجلها هذا الإمام العظيم هذه الأهداف هي الإمام الحسين لأنها روحه وهي فكره وهي قلبه وهي عواطفه كل مضمون الإمام الحسين عليه السلام هي هذه الأهداف هي هذه القيم المتمثلة في الإسلام فكما ان أهل الكوفة كانوا يقتلون الحسين عليه السلام وهم يبكون فهناك خطر كبير في ان نمنى نحن بنفس المحنة ان نقتل الحسين عليه السلام ونحن نبكي يجب ان نشعر بأننا يجب ان لا نكون على الأقل قتلة للحسين ونحن باكون البكاء لا يعني إننا غير قاتلين للحسين عليه السلام لان البكاء لو كان وحده يعني ان الإنسان غير قاتل للحسين إذن لما كان عمر بن سعد قاتلا للحسين لان عمر بن سعد بنفسه بكى حينما مرت زينب عليها السلام في موكب السبايا في الضحايا حينما التفتت إلى أخيها حينما اتجهت إلى رسول الله صلى الله عليه واله تستنجده أو تستصرخه أو تخبره عن جثة الإمام الحسين عليه السلام وهي بالعراء عن السبايا وهم مشتتون عن الأطفال وهم مقيدون حينما أخبرت جدها صلى الله عليه واله بكل ذلك ضج القتلة كلهم بالبكاء (مقتل الحسين (ع) 404)  بكى السفاكون بكى هؤلاء الذين أوقعوا هذه المجازر بكوا بأنفسهم إذن فالبكاء وحده ليس
ضمانا العاطفة وحدها ليس ضمانا لإثبات ان هذا صاحب العاطفة هو لا يقف موقفا يقتل فيه الإمام الحسين عليه السلام أو يقتل فيه أهداف الإمام الحسين عليه السلام لا بد من امتحان لا بد من تأمل لا بد من تدبر لا بد من تعقل لكي نتأكد من إننا لسنا قتلة للإمام الحسين عليه السلام ومجرد إننا نحب الإمام الحسين عليه السلام مجرد إننا نزور الإمام الحسين عليه السلام مجرد إننا نبكي على الإمام الحسين عليه السلام مجرد إننا نمشي إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام كل هذا شيء عظيم شيء جديد شيء ممتاز شيء راجح لكن هذا الشيء الراجح لا يكفي ضمانا ودليلا لكي يثبت إننا لا نساهم في قتل الإمام الحسين عليه السلام لان بإمكان إنسان ان يقوم بكل هذا عاطفيا وفي نفس الوقت يساهم في قتل الإمام الحسين عليه السلام يجب ان نحاسب أنفسنا يجب ان نتأمل في سلوكنا يجب ان نعيش موقفنا بدرجة اكبر من التدبر والعمق والإحاطة والانفتاح على كل المضاعفات والملابسات لكي نتأكد من إننا لا نمارس من قريب أو بعيد بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر قتل الحسين عليه السلام .
حديث الصدر عن الامام الحسين عين حديث المرحلة التي واكبها الصدر عن الصدر ذاته فالعواطف والخوف وحب السلطة وقفت في ذاتية الفرد العراقي لتجعل منه قاتلا باكيا او بعثيا يذكر الصدر ويعقب (قدس سره ) ان من النتائج التي حققها الصدر هي بعث الاسلام من جديد في المجتمع من خلاله وتجسيد مأساة قريبة لهم عن قدسية الدين وكيف انه يتحرك وينمو ويضحي وليس كيانا افيونيا للشعوب ، الصدر لم يغير مناهج المدارس الدينية بقدر ما غير من قناعاتهم باتجاه المجتمع حتى اصبح بعض الطلاب في المدرسة الدينية عندما يرى سيارة عاطلة تحتاج الى من يدفعها فانه لايتردد عن نزع عمامته والقيام بهذا الأمر ومعايشة الواقع جنبا الى جنب مع السير العلمي والمعرفي .
  
  
  

  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م