الجمعة، 5 أكتوبر 2012

مع الدكتور محمد الشحرور مراجعة نقدية


                              مع الدكتور محمد الشحرور مراجعة نقدية 
الحلقة الاولى 
اثير الخاقاني 
يعد من الأخطاء المنتشرة في النصف الثاني من القرن الماضي مزاوجة الاختصاص العلمي لمواضيع الفكر "العربي ،الاسلامي" او الإنساني عامة .. الإشكال في الموضوع لا يتعلق بالإبداع بل في الذهنية التي تنطبع فيها خصوصيات الاختصاص ..فمثلا المختص بعلوم اللغة العربية من المستشرقين يختلف بصورة واضحة عن المختص العربي بعلوم اللغة العربية رغم ان المنهج واحد وربما جهد وشهادة المستشرق 
اعلى ..فكيف بمن ينتقل من اختصاص علمي الى اختصاص فكري مرتبط بالادب والعلوم الانسانية واللغة ... هذا ما أردنا ان نبتدأ به نقاشنا المستمر مع الدكتور شحرور .. ولد محمد شحرور بن ديب في دمشق عام 1938، أتم تعليمه الثانوي في دمشق وسافر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، وتخرج بدرجة دبلوم فيها ليعين معيداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968. حصل على الماجستير عام 1960 والدكتوراه عام 1972 ليعين فيما بعد مدرساً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، حيث ما زال محاضراً حتى اليوم.... اقول ...لو ان باحثا في اللغة او الفكر كتب في تشريح المباني الهندسية ...الا يكون الدكتور شحرور اول المعترضين ... هذا استرجاع سريع لادبيات الكتابة اولا قبل ان نخوض النقاش ...

من خلال مراجعتي لبعض مؤلفات الدكتور الشحرور وكذلك إجاباته على المسائل الموجه اليه .. يظهر من الجميع ان الدكتور لم يعتمد على النصوص الاسلامية بمقدار ما اعمل العقل وجعل النص عاضدا مؤكدا له فمثلا ..في مسالة حجاب المرأة حسم الدكتور الأمر بان الحجاب لايشمل الرأس واليك نص جوابه " لقد استعملنا مصطلح اللباس عوضا عن المصطلح الشائع (الحجاب) أو ما يسمى أحيانا بالحجاب الشرعي، لأن كلمة الحجاب وردت في التنزيل الحكيم ثماني مرات، ولم تمت في كل استعمالاتها إلى اللباس بأية صلة من قريب ولا من بعيد، فكانت الألفاظ التي تدل على اللباس هي الثياب والجلابيب والخُمر.
وإذا عدنا إلى معجم اللغة لوجدنا أن (حجب) معناها: ستر، والحجاب هو الستر،والحاجب هو البواب، وحجبه: منعه من الدخول، وحجابة الكعبة: سدانتها وتولي حفظها، وكل ما حال بين شيئين يسمى حجابا. كتاب نحو اصول جديدة للفقه الاسلامي : الدكتور محمد الشحرور : الفصل السادس .الحجاب واللباس )
وللإجابة على حديثه أرد في ثلاث مستويات :
1. المستوى اللغوي : الحجاب هو الساتر  على مختلف الوجوه التي ذكرت في القران تقريبا والتي اوردها الدكتور ايضا وهذا صحيح وهو مانحتاجه في موضوعنا لاننا نحتاج الى ساتر لنظر الرجل يمنع الرؤية عن مفاتنها ومحاسنها فلو امتنع وجود الرجل الاجنبي عنها فلها ان تكشف هذا الحجاب عنها بعكس اللباس فهو لايقترن بالرؤية عرفا ولغة وشرعا ...اما اللباس فهو : ما يَستُرُ الجسمَ . والجمع : أَلْبِسَةٌ ، ولُبُس . وقد ياتي ويقصد به الزوجة او الزوج لكل منهما كما قال تعالى : البقرة آية 187 (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ  ) .
وقد يقصد باللباس ايضا العمل الصالح او الحياء كما جاء في القران الكريم بقوله الأعراف آية 26 (ولِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) . المعجم الوسيط : مجمع اللغة العربية بالقاهرة : مادة لباس )
وهنا تقف الدلالة للباس على معان مختلفة قد لاتجتمع على موضوعنا فاللباس فيه دلالة على ستر الجسم فيشمل مناطق الحجاب وغيرها وفي هذه الحالة يكون الدكتور شحرور قد قال بوجوب الحجاب المتشدد عدا غطاء الراس !!!
وكذلك قد لايصدق مفهوم اللباس على الساتر لانك مهما لبست حتى ولو كانت الملابس الداخلية فقط فهي تسمى لغة ملبس ايضا ونحتاج الى تخصيص المعنى من اللباس اولا ثم تحديد الجهة المراد تلبيسها ... اما لو استعملنا الحجاب فدلالته مباشرة على الستر ويبقى عندنا تحديد ماهو المستور  ...
على راي الدكتور من الناحية اللغوية والتي رجح فيها استعمال لفظة اللباس فهو يجب ان لايقول بستر غطاء الرأس لان غطاء الرأس لايسمى لباسا وانما يسمى قناعا او برقعا او نقابا على اختلاف فيه وفيه جهاته الساترة للرأس ...ولهذا فالدكتور شحرور لايقول بغطاء الراس وهذا نص جوابه على سؤال حول الحجاب (ولا علاقة لغطاء الرأس لا من قريب ولا من بعيد بمسألة الحجاب.....غطاء رأس المرأة هو من عادات العرب )
نكمل في الحلقة الثانية
المستويان الآخران
هذه الحلقة منشورة في مركز النور وفي مدونة الخاقاني الرسمية وفي مواقع اخرى ... 

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م