الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

العرض عل القران : الحلقة الثانية

                  العرض عل القران :
الحلقة الثانية
اثير الخاقاني
هناك احاديث شريفة رويت عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله تتحدث عن عرض الحديث على القران فما وافق منه القران فهو مؤهل للعمل به وما خالف يعرض عنه واليكم  بعض الاحاديث :
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "(إذا جاءكم حديث عنّي فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاعملوا به، وما خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الجدار").
وفي أصول الكافي بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس بمنى فقال: ("أيّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم عنّي يخالف كتاب الله فلم أقله )
وروي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : "(ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف )
وهنا نقف امام ازمة شرعية وفكرية !!
اما الازمة الشرعية فاننا نجد في القران المجيد الاشادة بسنة النبي كمصدر يرجع اليه كما في قوله تعالى : (" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا" [الحشر 7] )
                                ( "أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ.. " [النساء 59] )
مالذي آتانا الرسول ...وبماذا نطيعه ؟؟
اليست هي السنة قولاوفعلا وتقريرا ....اذن كيف نعرضها على القران وقد امرنا القران بالرجوع اليها ؟
والاجابة على هذه الازمة بما قدمنا من احاديث عن اهل بيت العصمة بان العرض يكون حينما داخل السنة يد الوضع والتزوير لبعض الاحاديث ...فالاحاديث منها ماهو ضعيف ومنها مطعون في وثاقة رجال السند ...فعندما نعرض السنة الشريفة نعرضها على القران لانها موجودة فيه فيصح الصحيح ويستبان الدخيل ....اما السنة التي خرجت عن النبي قولاوفعلا وتقريرا بماهي  قبل ان تمسها الرواة الكذبة فلا تحتاج الى عرض ...لانها خرجت من معصوم ..لاياتيه الباطل ابدا من اي جهة ...
اما الازمة الفكرية ... فهي فيمن له   حق ان يعرض سنة النبي او اقوال المعصومين بعد ان داخلها الضعيف والمجروح في رواتها ... من له الحق ان يعرض تراث المعصوم ثم من له الحق ايضا ان يرده ويضرب به عرض الجدار كما في نص الرواية اعلاه من ؟
هنا ياتي دور المجتهد في الشريعة والذي يرخص له وحده ان يعرض السنة واقوال المعصومين على القران ثم يتناول الصحيح ويعرض عن المعروض عنه ....
فقد روي عن رسول الله صل الله عليه واله : (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر)المقصود بالحاكم هو الحاكم الشرعي المجتهد في صنوف  وصروف الشريعة .....اما الذي ياخذ من القران ويعرض من السنة على القران غير المجتهد المذكور فقد ورد في حقه ماورد عن الإمام الباقر(عليه السلام): (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه)
المصادر :

 1.  تفسير أبي الفتوح 3: 392 باختلاف يسير.
2. - الكافي 1: 69 ح4.
3.  الكافي 1: 69 ح5.
4. مسند أحمد 4: 198 حديث عمرو بن العاص.
. 5 . وسائل الشيعة: 27 220 حديث (1) كتاب القضاء الباب(7).

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م