الاعلام العربي تطلعات حكومية الحلقة 3
يعاني
الفرد العربي من عقدة غريبة في عملية التعليم ومصدر الغرابة والتعقيد هو
في كون الحصيلة النهاية للمتعلمين في العالم العربي في شتى المجالات "نوع
جديد" من الأمية يشكل هذا النوع التحدي الكبير أمامهم بعد نوالهم الشهادة
الجامعية او ماهو اعلى رتبة منها ،انها امية الطموح ، وازمة الثقة ، وغياب
التخطيط ، فالمتخرج من كلية الطب مثلا يفكر كيف يكون طبيبا على مثال الطبيب
الذي سبقه وعندما يصل الى مستوى مثاله يقف الاثنان ليمثلان حجر عثرة في
وجه الجيل اللاحق لهم لانه سيعتبرهما المثال الجيد للاقتداء وهكذا لانجد
الا القليل ممن يتخرج من هذه الكلية وهو لايرى المثال العربي او مايعيشه
يستحق فعلا الاحتذاء بل يفكر كيف يكون صانعا للطب الحديث كما عليه اطباء
الغد وطبيعة المشافي في الدول المتقدمة ، ضربنا المثال بالطب في العالم
العربي لاننا نجد الاطباء يتحولون الى جزارين او منجمين او بدوي مفتون
بالاعشاب لانك ترى في الطبيب الجراح جزارا قاسيا حرفته البتر والقطع بقلب
من حديد ، وباقي الاختصاصات يكون فيها الطبيب منجما ينبأ المريض بمافي قلبه
قبل ان يبوح بسره !! اما الصيادلة فاصبحوا عن ذكاء خارق يميلون الى طب
الاعشاب والبحث في الصحاري عن النبته السحرية !! ولااقصد التقليل من فوائد
الاعشاب ولكن ايامها ولت وتكلفة العثور عليها ابهض !! اما الاختصاصات
الاخرى فتعيش مرحلة الرثاء والعزاء المستديم والملاحظ ان اخطر المجالات
العلمية في دول الغرب ادنى واوطئ مالدى العرب (فعلم الاقتصاد مخصص لمسالتين
فقط : تسيير ميزانية الدولة على اطر تقليدية والمسالة الثانية معالجة
الازمات الاقتصادية كالتضخم والانكماش ...في حين تعلم كليات الاقتصاد في
دول الغرب كيف يكون الاقتصادي مسيطرا على السوق وعلى العملة وعلى الامن
وعلى الثقافة وعلى تثبيت النظام العام في النهاية ..!!اما علم النفس فهو
من العلوم المسجلة في دليل الجامعات فقط ولايستحق طالبه سوى البطالة
واتخاذ حرف أخرى ليعمل فيها بعد التخرج وفوق ذلك يدرس الطالب الجامعي في
علم النفس المدارس الاولى لهذا العلم والتي استهلك الزمان مفعول تجاربها
ونظرياتها ويترك ماهو الواقع الفعال منها والمواكب لااحدث التجارب
والتحليلات ، في حين اصبح علماء النفس في اوربا خلف كرسي الرئاسة يحللون
الدوافع والبواعث السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول الاخرى بل اصبحوا
المحرك لثبات الامن والقوة في الولايات المتحدة فادخلوا كخبرات أساسية الى
وكالات الاستخبارات والامن القومي ومكافحة الارهاب والمخدرات في غرف
التحقيق وعلى سجلات الإفادات ، وهناك اختصاص قد لانجده في الجامعات
والمعاهد العربية مستقلا لانه غير معروف بشكل واضح ليقيم وهذا ماجعله اكثر
الاختصاصات عقوبة في الدول العربية ذلك هو التخطيط والفكر الاستراتيجي
العابر للقوميات والحدود اللغوية انه الاختصاص الذي تقدمت به ومن خلاله
امريكا في غضون قرنين من الزمن لتصبح امبراطورية العالم السائدة على شعوب
المعمورة، ماعجزت عنه حكومات العرب ولها حضارة تحسب بالالوف من السنين
المضنية لااريد ان اتحدث عن هذا الاختصاص لانه موضوع مترابط ومتشعب
وسندرسه على حده بعون الله تعالى في دراسة قادمة .ان كل هذا الدمار الفوقي
للتعليم في العالم العربي وانحطاط مستوى الكوادر والقابليات الجامعية
وصعودا الى اقصى المراحل يؤشر على مسالة مهمة تحدث عنها جيمس روث ((James.Roth_
نائب رئيس مجموعة هورون الاستشارية للصحة والتعليم، شيكاغو، الولايات
المتحدة الأمريكية. ويقدم السيد روث خدمات استشارية لمؤسسات تعليمية في
الولايات المتحدة والشرق الأوسط وآسيا_ بقوله ان قطاع التعليم العالي ينمو
في معظم الـ22 بلداً عربياً. هذا التوسع يبدو نتيجة المبادرات الخاصة
والعامة الموجهة تجاه تعليم الأعداد المتعاظمة من الشبّان في كل بلد من تلك
البلدان. ومع ذلك، وباستثناء حالات قليلة معزولة فإن الغالبية العظمى من
تلك المؤسسات تفتقر إلى الجودة الضرورية في التعليم والقيادة المستقلة
والمناهج التقدمية التي من شأنها تدريب الطلبة على مواءمة حاجات أرباب
العمل المتوقعين. ففي دراسة قامت بها مجموعة تصنيف الخبراء الدولية ومؤسسة
سياسات التعليم العالي في واشنطن، نالت جامعة عربية واحدة فقط موقعاً على
قائمة تتألف من 3000 جامعة على امتداد العالم-وقد جاء ترتيبها في آخر تلك
القائمة.
الخريجون العرب يجدون
أنفسهم في مواضع غير ملائمة بشكل متزايد عندما يسعون إلى الدخول في أسواق
العمل في بلدانهم، حيث لا تتطابق مهاراتهم في كثير من الحالات مع احتياجات
السوق. على سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، حوالي 5.5 مليون
عامل أجنبي يلعبون دوراً أساسياً في الاقتصاد السعودي-وبالأخص في قطاعي
الخدمات والبترول. ومع ذلك، وعلى الرغم من سياسة الحكومة الداعمة بقوة
لتعيين موظفين من حملة الجنسية السعودية، فإن البطالة المستمرة وفق
الإحصاءات الرسمية تُشير إلى أنها تبلغ 13% بين السعوديين الذكور، ويعتقد
الكثير من الخبراء المستقلين بأن هذه النسبة قد تكون عالية بما يصل إلى
25%.
الاستثمارات الكبيرة على امتداد
سنوات عديدة التي قامت بها الحكومة السعودية لم تحقق نتائج مرضية.
والنتائج السعودية هي مماثلة للنتائج التي تم تحقيقها في بلدان الخليج
الغنية. فالإحصائيات تشير إلى أن الخريجين في كثير من الحالات غير قادرين
على الاندماج بشكل ناجح في الاقتصاديات الوطنية. اما من نواحي اخرى فان
البطالة منتشرة في الدول العربية بالرغم من اتساع الدوائر والمؤسسات و وجود
الشواغر فيها إلاّ ان قلة الخبرة وضعف التفاعل مع الاختصاص هو الذي حرم
الخريجين من امتيازاتهم وخذ على سبيل المثال ان معظم الفضائيات من
اللبنانين ذكورا واناثا وعند التحليل نعرف ان السبب هو الطبيعة التكوينية
للسان اللبناني من جهة والخبرة التي استفادها الشعب البناني من حركة
السياحة العالمية واحتكاكه المباشر بالغرب مما جعل الجامعة البنانية اقدر
على تخريج الطلاب المستعدين للتعيين في جميع الدول العربية وغيرها بخلاف
اليمن وليبيا والسعودية والكويت ونحوها من الدول ، وعلاقة الموضوع من أصله
بالإعلام وما رسمناه كعنوان لهذه الدراسة ينبع من كون الإعلام قد حرك
الشباب واليافعين وحتى الاطفال في الدول العربية نحو ثلاثة أهداف خاطئة
تمثل المحاور لمشكلة التعليم في العالم العربي وهذه الاهداف هي :
1
. فعّل الاعلام العربي دور الماضي واكثر من شواهده وغلبه على مواكبة
الحاضر والمستقبل نظرا لكون الاعلام كما اسلفنا في الحلقات السابقة قد اصبح
ادوات لحكومات ذات نظم شمولية ،وهذه النظم من ضروريات بقاءها ان تجعل
الاجيال المتعلمة والمتخرجة من الجامعات بعيدة عن عجلة التطور التي هي
بالتاكيد ستحولهم الى دعاة للتقدم لذلك رسم الاعلام الحكومي لهذه الاجيال
قرية صغيرة في التراث يعيشون فيها باحلام تلامس التراب وتنتهي الى اضغاث
بعد ذهاب الشباب لينتبهوا وهم عجزة كسلة فلا نفع لهذه اليقظة على تقدم
البلاد ولاخطرلها على انظمتها العتيدة ..
2
.مارس الاعلام دور الحضانة المعلوماتيه على كل الاصعدة فلم يكن اعلاما
بالمعنى الحقيقي بل كان سجنا لعقلية الفرد العربي يغذيه بالكلام الواحد
والنظرية الواحدة والبيان الواحد بل وحتى الوجه الواحد ولذلك صعق العربي
لاول وهلة عندما شاهد برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة وكان بوده
لو يكون في نهاية كل حلقة من حلقات هذا البرنامج ان يقتل احد المتحاورين
جزاءً لرأيه الآخر وتجرئه على أحادية الاتجاه كما عوده الاعلام العربي الذي
بدأ بالتآكل مع اتساع الموائد الاعلامية المرئية .
3
. ثقف الاعلام العربي على نظرية الامة المختارة صاحبة الحضارات ورسخها في
أدمغة الاجيال ، وهو بذلك يساير نظرية شعب الله المختار عند اليهود ولكن
بعكس المعايير فهو يطل على العرب كل صباح ومساء بانهم ولاغيرهم احق بالعلم
والمعرفة وان اجدادهم هم من علم هذه القردة والخنازير _ الغرب _الكتابة
والقراءة ثم تركها لهم لانها اصبحت من شان الحيوانات المتعلمة ، واكثر من
هذا ما حدا ببعض الوعاظ ان ياتي بنظرية جديدة مفادها ان الله سخر الغرب لنا
لكي يصنعوا ويخترعوا وما علينا الاان نؤدي اعمالنا بلا شاغل من العلم
والمعرفة والتفكير بالصناعة والاقتصاد والتجارة !!! هذا نوع من الاعلام
الذي حطم الابداع في النفوس وزرع المبالغة على غير استحقاق ،واليوم اصبحنا
نستجدي حتى الملاذ للغتنا من تلك القردة والخنازير كما يزعمون فخريج
السوربون الفرنسية يضاهي الازهر في الاداب واللغة والفلسفة العربية اما
العلوم الطبيعية فاترك لها هذا الفراغ المعبر ...................!!
...
0 التعليقات:
إرسال تعليق