السبت، 9 يونيو 2012

كتاب في حلقات : الحلقة الثالثة

                    من اخلاق الزهراء عليها السلام



سخاء بلا حدود :
ان من يطالع  في كتاب الخلق من اول التاريخ لن يجد كمال إنساني في غير البيت النبوي حتى في سير الأنبياء فهناك اما ولد غير صالح او زوجة خائنة للعهد او إخوة حسدة او نظير ذلك ، اما في بيت فاطمة عليها السلام فالأمر مختلف غاية البعد فزوجها سيد الأوصياء وخاتمهم واخو رسول الله وحبيبه ونفسه والأبناء سيدا شباب أهل الجنة الحسن المجتبى والحسين الشهيد بكربلاء ثم زينب العقيلة مفخرة الاسلام الخالدة وهكذا حتى آخر البيت المطهر ويعد السخاء من أعظم المثل الدالة على خلق الإنسان لانه بذل ماعليه حرص الإنسان وعطاء حصاد تعبه وشقائه ومن هنا نقيم المواقف التي بان فيها الكرم الفاطمي وسخائها الفذ واليك نماذج منها :

في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام  ) : بالأسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : كنت عند فاطمة ( عليها السلام ) إذ دخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي عنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من فئ ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا فاطمة لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لباس الجبابرة ، فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها ، فسر بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله) .
 في علل الشرائع : ابن مقبرة ، عن محمد بن عبد الله الحضرمي ، عن جندل بن والق عن محمد بن عمر المازني ، عن عبادة الكلبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن فاطمة الصغرى ، عن الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : رأيت أمي فاطمة ( عليها السلام ) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت لها : يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني ! الجار ثم الدار .
في  علل الشرائع : أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي ، عن جعفر المقري ، عن محمد بن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم ، عن أبي زيد الكحال ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : كانت فاطمة ( عليها السلام ) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها ، فقيل لها : يا بنت رسول الله إنك تدعين للناس ولا تدعين لنفسك ، فقالت : الجار ثم الدار .
في  علل الشرائع : القطان ، عن السكري ، عن الحكم بن أسلم ، عن ابن علية ، عن الحريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن علي ( عليه السلام ) أنه قال لرجل من بني سعد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وأنها استقت بالقربة حتى أثر فصدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد . فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضر ما أنت فيه من هذا العمل فأتت النبي ( صلى الله عليه وآله)  فوجدت عنده حداثا فاستحت فانصرفت .
قال : فعلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنها جاءت لحاجة ، قال : فغدا علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونحن في لفاعنا فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم فسكتنا ثم قال : السلام عليكم . فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف ، فقلت : وعليك السلام يا رسول الله أدخل فلم يعد أن جلس عند رؤوسنا ، فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ قال : فخشيت إن لم نجبه أن يقوم قال : فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله أخبرك يا رسول الله إنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضر ما أنت فيه من هذا العمل ، قال : أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربع وثلاثين قال : فأخرجت ( عليها السلام ) رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله ثلاث دفعات .
بيان : قال الجزري : مجلت يده تمجل مجلا ، إذا ثخن جلدها في العمل بالأشياء الصلبة ، ومنها حديث فاطمة أنها شكت إلى علي ( عليه السلام ) مجل يدها من الطحن .
وقال : في حديث فاطمة : أنها أوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، دكن الثوب إذا اتسخ واغبر لونه يدكن دكنا .
وقال : اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان أو غيره ومنه حديث علي وفاطمة : وقد دخلنا في لفاعنا أي لحافنا .
وقال : في حديث فاطمة أنها جاءت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فوجدت عنده حداثا أي جماعة يتحدثون ، وهو جمع على غير قياس حملا على نظيره ، نحو سامر وسمار فان السمار المحدثون .
قوله : فلم يعد أن جلس ، أي لم يتجاوز عن الجلوس من عدا يعد وقال الجوهري : عداه أي جاوزه ، وما عدا فلان أن صنع كذا .

تاملات :
عندما لايرغب النبي صلى الله عليه واله في ان يرى قلادة ذهبية جاءت من حلال خالص للزهراء ويعلل النبي كراهته بقوله انها من (لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لباس الجبابرة ) ان حديث النبي منصب على عظمة الزهراء وانها حجة الهية تتعالى عن هذه المتع الدنيوية الزائلة ولكي تكون حجة بهذا المستوى الباذخ فانها لابد ان تلامس مستوى الفقراء لانهم السطح الحقيقي للمجتمع في ذات الوقت الذي تقطع فيه الزهراء قلادتها الوحيدة وتتصدق بها كان هناك من المسلمين ومن صحابة النبي من يعرض على الزهراء قبل زواجها من الامام علي عليه السلام بان يفرش الارض ذهبا من بيتها الى بيتها الجديد !!
ومن مكارم اخلاقها وسخائها ماجاء في الكافي :
عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله ثم يكون آخر من يسلم عليه فاطمة ( عليها السلام ) فيكون وجهه إلى سفره من بيتها ، وإذا رجع بدأ بها .
 فسافر مرة وقد أصاب علي ( عليه السلام ) شيئا من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج فأخذت سوارين من فضة وعلقت على بابها سترا ، فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخل المسجد فتوجه نحو بيت فاطمة كما كان يصنع ، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقا إليه فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر ، فقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث ينظر إليها ، فبكت فاطمة وحزنت وقالت : ما صنع هذا بي قبلها .
فدعت ابنيها فنزعت الستر من بابها وخلعت السوارين من يديها ، ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الاخر ثم قالت لهما : انطلقا إلى أبي فاقرئاه السلام وقولا له : ما أحدثنا بعدك غير هذا فشأنك به ، فجاءاه فأبلغاه ذلك عن أمهما فقبلهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فخذه ، ثم أمر بذينك السوارين فكسرا فجعلهما قطعا ثم دعا أهل الصفة [ وهم ] قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال ، فقسمه بينهم قطعا ، ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستتر بشئ وكان ذلك الستر طويلا ليس له عرض فجعل يؤزر الرجل فإذا التقيا عليه قطعه حتى قسمه بينهم أزرا ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم ، وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم جرت به السنة أن لا يرفع النساء رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال .
ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة ، وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة . عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دخل على ابنته فاطمة ( عليها السلام ) وفي عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها ورمت بها ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنت مني ائتيني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة .
هذا الموقف نحتاجه اليوم بشدة فعندما نسمع ان الزهراء البتول يكره النبي لها ان تلبس الفضة وليس الذهب وتستر الباب بقطعة قماش وما ان ترى الحزن في وجه النبي صلى الله عليه واله على السزار والستر حتى تتصدق بهما اليس هذا موقف يضرب بسموه اباء القرن الواحد والعشرين وامهاته الذين تزمتوا بالمهور وتعالوا بالذخ على الكماليات والترف الى اقصى الحدود ولعل في جنبهم خربة لاتستر اهلها ولاتقيهم من الحر والبرد يتضورن جوعا قد نسوا غير رغيف الخبز منالا .!!!
لقد مارست الزهراء الدين عمليا وبصمت دون ان تعلن عن نفسها للناس بماتعمل وهذا من الاخلاق الصعبة فهي من اجل البيوت وارفعها في الدنيا والاخرة كانت في بيتها تعمل كل شي من درسها المستمر لنساء المدينة ومن شؤون الزوجية في بيت الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ومن إدارة البيت وتربية النسل الطاهر الإمامان الحسن والحسين زينب الكبرى وباقي البيت الشريف وتصور ايها القارئ انها أي الزهراء كانت تطحن حتى مجلت يداها في حين كانت نساء بعض الصحابة تنعم بالحرير مع انها بنت محمد سيد الكونين المسالة إذن مسالة تمثيل الشريعة على ذواتهم المقدسة على أعلى مستوى ولأدنى مستوى في المجتمع ونلمس هذا المعنى في جملة من الروايات هذا بعضها :
روي عن الزهري قال : لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى مجلت يداها وطب الرحى في يدها . بيان : طب أي تأنى في الأمور وتلطف ولعل المعنى أثرت فيها قليلا قليلا ولعل فيه تصحيفا او لعل المعنى والله العالم ان يدها بعد ان مجلت أخذت الرحى تأثر فيها فوق ذلك شيئا فشيئا وهو مؤلم جدا لمن يملك احساس بعظمائه كيف كانوا يعيشون من اجله وتمعن اكثر في هذه الرواية الواردة في مناقب  ابن شهرآشوب :... قالت فاطمة ( عليها السلام ) : والله إني أشتكي يدي مما أطحن بالرحى وكان عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) أسارى فأمرها أن تطلب من النبي ( صلى الله عليه وآله ) خادما ، فدخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسلمت عليه و رجعت ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : مالك ؟ قالت : والله ما استطعت أن أكلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هيبته ، فانطلق علي معها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لهما : لقد جاءت بكما حاجة ، فقال علي : مجاراتهما فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا ولكني أبيعهم وأنفق أثمانهم على أهل الصفة ، وعلمها تسبيح الزهراء .
وروي أنها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت ، يا فاطمة إني لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية ، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم القيامة بين يدي الله عز وجل إذا طلب حقه منك ثم علمها صلاة التسبيح فقال أمير المؤمنين : مضيت تريدين من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة .
تحليل :
هذه الروايات لايمكن تفسيرها في ضوء الفهم البشري المباشر لها بأدواته المتواضعة فهو حين يتعامل مع الخادمة يراها حاجة كمالية لان النساء ربات الخدور تقوم بمهام البيت على اتم وجه دون الحاجة الى خادمة ، والامر الاخر ان هذا الفهم لايحتمل ان يجمع للنبي وللإمام علي ولفاطمة عليهما السلام معاجزهم الخارقة لنواميس الطبيعة مع نزولهم الى مستوى الحاجة الى خادمة او الوقوع في الفقر المدقع او انهم يستطلعون الحال في حين تاتي روايات تبين لبعض الأئمة كرامة ان يرى أصحابه وهم خارج الدار او في أقصى الأرض ولفهم الروايات اولا يجب ان نرفعها الى مقامهم عن مقامنا لانه كلام معصوم فيه جهة اليقين على اشدها في حين جهتنا في الفهم تعتمد الاحتمال والتخمين
والاحتمال ضرب من الخيال في بعض الاحيان لاصابة الواقع المجهول ولاينتج في الغالب الا فسح المجال لوقوع ماهو بشري في حق اثر المعصوم وهذا من اعظم الكبائر !
ثم ان الفهم البشري ينطوي على مدركات آنية مبنية على الواقع الحاضر ان هذا الفهم قد يختلط عليه مامضى فتاتي روايات يكثر فيها الوضع والتحريف فما حسبك بالمستقبل من الامور وهو بالنسبة له غيب مطبق . ان خير وسيلة لفهم حديث المعصوم هو بالمعصوم ذاته فهناك روايات توضح روايات وايات توضح روايات وروايات تعززها شواهد من العقل والمعقولات مضافا الى راي المعصوم منضما اليها .
ومن مماسبق نعرف ان مايبرز الينا من روايات اهل البيت ماهو الا صورة لبيان التشريع لنا اما هم فقد تحملوا الدور كممثل فقط وليس كاسب للرقي الا في مجالات القرب العليا من الحضرة الالهية أي مافوق العصمة من مراتب متقدمة ولعلنا نذكر بعض الروايات التي ترى فيها اهل البيت ينظرون الينا فيها نظرة القران الينا تماما (ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فعليها ) مالذي يجنيه علي عليه السلام من حرب معاوية هل الغلبة فهو ممن اعترف له القريب والبعيد بشجاعته وبطولاته ام يرغب في ذهب ومال الشام فقد عقد عمره على اكل خبز الشعير اليابس وجريش الملح وقد كانت في خلافته تتدفق الاموال وسبائك الذهب فيقول لها عبارته المشهورة غري غيري فقد طلقتك ثلاثا لارجعة لي بك ويعدد من صفاتها مايبرهن على تفاهتها حقا عنده ..
مالذي تجنيه فاطمة الزهراء من فدك وهي التي حازت على فدك في حياة ابيها النبي الكريم وكان لزوجها علي عليه السلام بساتين كثيرة يجبى اليه منها الاموال الوفيرة  ثم يجمع الكل ليذهب الى الفقراء صدقات وهبات ومنح ..
على الباحثين ان يدققوا في الروايات في مضامينها لمن تستهدف ولماذا نرى اختلاف الدور عند اهل البيت وهل هو لاختلاف الخصائص ..ان الجواب على هذا الامر بديهي فاهل البيت عدا النبي والامام علي شي واحد فالائمة من الحسن الى الحجة القائم متحدون في الخصائص وما اختلاف الدور الا من اختلافنا نحن فالبشر تتغير وعلى هذا فزمن الامام علي عليه السلام لم يكن مؤهل لان يسجن فيه لان صدر الاسلام وماتلاه بقليل كانت لمبادئ الإسلام قوة واحترام ومنعة في حين كانت ايام هارون العباسي سنة بعض الخلفاء هي المحترمة والمؤقرة وهي ممايناسبهم في توطيد مماليكهم فكان زمن الامام موسى بن جعفر الكاظم بالحال الذي عاش فيه سجينا في زنازين الظالمين يسطر الصبر المحمدي والاباء العلوي قربة الى الله سبحانه .  
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لها : أي شئ خير للمرأة ؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل . فضمها إليه وقال : ذرية بعضها من بعض .
تفسير الثعلبي ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، وتفسير القشيري ، عن جابر الأنصاري أنه رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة ، فقالت : يا رسول الله الحمد لله على نعمائه ، والشكر لله على آلائه فأنزل الله ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .
وعن ابن شاهين في مناقب فاطمة ، وأحمد في مسند الأنصار بإسنادهما عن أبي هريرة وثوبان أنهما قالا : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها فلما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله ) تجاوز عنها وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال ( عليه السلام ) : قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ما لآل محمد وللدنيا فإنهم خلقوا للآخرة وخلقت الدنيا لهم .
وفي رواية أحمد : فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا

 

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م