العراق لمن ؟
يروى
ان بعض حكام المماليك اللذين حكموا بغداد يوما ما عندما واجه الخطر على
عرشه ادعى انه من (البغادة الاصل) وقد تكاثر أبناء بغداد لدفاع عنه لانه
بغدادي اصل ؟ مع ما كان عليه من ملامح وصفات لا تشبه لا من قريب ولا من
بعيد اهل العراق ؟ كل من حكم العراق ادعى انه منه وكل من تسيد على الرقاب
ادعى في نسبه الامتداد في جذور البلاد دون ان يبحث زعمه هذا احد ومن حاول
وتسائل أصبح من الترك او العجم اويبحث أهله عنه في التراب... وقد عاش على
ارض العراق من الاجيال الكثير لم ينطبع لها اثر فيه بل وجدنا قلة ممن عربد
في لياليه الحمراء وأكثر القتل حتى صف الجماجم تلالاً ليأذن عليها للصلاة
!! لقد ذكرهم التاريخ بأنهم بنوا العراق رفعوا راية بغداد ودورها لتصبح
مدينة السلام وما أعجب التاريخ أن تضيع فيه الحقوق كما ضاعت دماء المصريين
وجهودهم هباءً عندما بنوا الأهرامات وتساقط كل يوم منهم صرعى عشرات الآلوف
وتيتم الاطفال وترملت النساء وقد وصل الأمر الى انقراض العامل القادر من
المصريين فاستعانوا بافريقيا السوداء فجلبوا من كل قادر ومقدور عليه .
ليعمل الرجل الى الأبد في ارض لا يعلم لماذا وكيف والى متى يبقى فيها ؟؟
وقد تجمع ما يقرب العشرة آلاف مصري وافريقي في مدفن جماعي بالقرب من
الأهرامات العظيمة اذ يصفها الكاتب الإيراني علي شريعتي انه وجد على مقربة
من الاهرامات كومة اثرية من الصخور والاحجار وقد تراكمت بعضها على بعض فقال
للدليل بعد ان أراه الأهرام لمن هذه الفوضى ؟ لمن هذه الآثار المنسية ازاء
الهرم الظالم فقال بعد ان تحايل وتجاهل وأغراه بالمال انها لأولئك اللذين
بنوا الاهرام وحملوا الاحجار وتجرعوا الموت انفاسا ثم ماتوا الماً ووجعاً
وجوعا وهذه آثارهم الرثة وبقى الاهرام يصارع النسيان ولا ينفد مداد كتابه
على مر التاريخ ان يسجلوا مديحه وهم لم يعرفوا انهم انما بنو هرما جديدا
لسحق ما تبقى من ذكراهم هذا هو تاريخ العراق ايضا . لقد ملأ دم الاحرار
والابرار جوه وتربته ليرتفع الخلق السامي والعلم المفيد والتحضر والمبادئ
الكبرى للانسان ثم يسطر التاريخ امجاد اعداءهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق