الخميس، 10 مايو 2012

كتاب حرب على القران


حرب على القران


اثير الخاقاني
بسم الله الرحمن الرحيم
حرب على القران
الجزء الأول

نبذة عن الكتاب :
هذا الكتاب من خمسة اجزاء تمثل دراسة فكرية معمقة نسبيا تبين خطورة الطريقة الخاطئة للاستفادة من القران والمحاولات التاريخية لضرب المفاهيم والأفكار القرآنية وليس بالضرورة أن تعني كلمة حرب مفردات المعارك من القنابل والصواريخ ومختلف أنواع الذخائر ..فقد يكون نطاق الحرب الكلمات والكتب والأقلام وربما بل مؤكدا هي اقوى من غيرها لان حروب الأفكار لن تنتهي بجيل ولا بأمة بل تستمر مادامت راسخة في العقول والقلوب ...
تمهيد :
الباب الأول : مفهوم الحرب على القران الكريم وفيه فصلان هما :
الفصل الاول : تعريف الحرب لغة واصطلاحا :
الفصل الثاني : مفهوم الحرب على القران
الباب الثاني : مخاطر الحرب على القران ومواجهتها الحية :
الفصل الاول : التفسير بالاراء (الاتكاء على العقل البشري ) :
الفصل الثاني : تحريف مقاصد القران الكريم :
الفصل الثالث : مقترحات المواجهة

 

كتاب التعليم في العراق :تاريخه وازماته : الجزء الاول


التعليم في العراق :تاريخه وازماته


لم اجد افضل معبر عن التفاني في طلب العلم كمثل هذه الفتاة الصغيرة الكبيرة في طموحها 

اثير الخاقاني
نبذة عن الكتاب
الكتاب (التعليم في العراق :تاريخه وازماته ) يقع في جزئين الاول منهما بين يديك ايها القارئ وهو يتناول حقيقتين هما الحقيقية التاريخية والحقيقية العلمية للسير الطويل للمدرسة والطالب والمعلم ..
والحديث عن التعليم في العراق طويل ومعقد لكثرة مامرّبه من مصاعب وأزمات خانقة من الصعب تجاهلها او نسيانها ، ولذلك ارتأينا ان نتحدث عن تاريخ التعليم منذ العصر العباسي والى عام 2004 لان النسب والاحصائيات المركزية الكاملة تاتي كل خمس سنوات وهكذا نكمل باقي الاعوام في الجزء الثاني باذن الله تعالى .. لتتضح التجارب والعبر والأزمات والمواقف مرورا بالحكم العثماني والاحتلال البريطاني وحكومة النقيب ومابعدها والحكم الملكي والجمهوري وانتهاءا بحزب البعث بإيجاز ليتلائم مع حجم البحث والغاية المنشودة منه ، وقد جعلنا البحث مدعوما باحصائيات ونسب تبين الحركة التعليمية بوضوح ،ولابد ان نعرف جميعاً أن التعليم في العراق يمر بمرحلة تصحيح الأخطاء الماضية وهي مرحلة في غاية الخطورة لذا نرى لزاماً على وزارة التربية والتعليم العالي النزول الى مديرياتها ومدارسها وجامعاتها بشكل دوري وبرقابة مستمرة في خضمّ بناء عراق جديد ، كما أدعو الحكومة الى بذل الجهود لكي يسترد المعلم والمدرس والاستاذ هيبته وكرامته العلمية التي اهدرها النظام السابق واهبط منزلته الى الحضيض نكالا بالمعلم وبرسالته الفذة فصونوا المعلم واجعلوا له هيبة القائد واجر وزير وطاعة زعيم ينجح القائد والوزير والزعيم بذلك ، هذا ونحمد الله على توفيقه وتسديده . 

لتحميل الكتاب وقراءته يرجى النقر على العنوان
(التعليم في العراق :تاريخه وازماته )

كتاب في حلقات : اطلالة على كتاب الله : الحلقة الثامنة


كتاب في حلقات الحلقة الثامنة

للقرآن الكريم روعه أدخل وشوف



اثير الخاقاني
السنن التاريخية  في المفهوم القرآني :
يعد السيد الشهيد محمد باقر الصدر رائداً متميزاً في مختلف الميادين ومن هذه الميادين التشرف بكتاب الله تعالى بحثا واستثمارا وتفسيرا ومن هذه الاسهامات  بحث موضوع السنن التاريخية ضمن سلسة محاضراته حول التفسير الموضوعي للقران المجيد وقد وفق لهذا المسعى ايما توفيق رغم التضييق والمحنة التي كانت محيطة به ...الا ان الموضوع لازال قابلا للدراسة وفيه من التفاصيل البعيدة عن نوال الباحثين والمحققين ممايستدعي بذل الوسع لاستقصائها او استقراءها على الاقل  ومن خلال القراءة المتواضعة توصلنا الى ابرز النقاط في هذا الموضوع  وهي على ثلاث مستويات متباينة هي :

المستوى الاول :
صفة الدوام والاستمرارية لهذه السنن وهي جارية على اختلاف الشعوب والامم وعبر الازمان المتعاقبة كما عبر عن هذا المستوى الذكر الحكيم بقوله (« ولن تجد لسنة الله تبديلا .. » (سورة الاحزاب : الآية (62) .) ، « ولا تجد لسنتنا تحويلا .. » (سورة الاسراء : الآية (77) .) ، « ولا مبدل لكلمات الله ... » (سورة الانعام : الآية (34) .) هذه النصوص القرآنية تقدم استعراضا تؤكد فيه طابع الاستمرارية والاطراد أي طابع الموضوعية والعلمية للسنة التاريخية ..( 46)
المستوى الثاني :
 السنن التاريخية ضوابط كونية لاوجود للمجاملة او التحايل عليها وهي قاضية بأحكامها على الواقع تحت طائلة قوانينها زمانيا اومكانيا اوفكريا او تجتمع في فرد او جماعة او امة كقتلة الإمام الحسين عليه السلام فكل من سمع الواعية جرت السنة الكونية عليه ومن المؤسف ان من سمعها كانوا ألوف خرجت تبغي الدنيا مع الجيش الاموي ..! وكمثال واقعي آخر على ذلك من عقّ والديه او قطع رحمه او ظلم الناس او هتك ستراً او تتبع عيوب الناس كلها تدخل أصحابها تحت سنن تاريخية وقوانين كونية تنزل عقوباتها لتقصر الأعمار والأرزاق وتخرب الديار وفي كل ذلك اية صريحة على ان هذه السنن لاتفاوض مع حتميتها الا خالق السنن وقاهرها تبارك وتعالى   .

المستوى الثالث :
 هذه السنن الكونية  تندرج جميعها تحت الأسماء الحسنى لله تبارك وتعالى  فكل اسم بما يرتبط به من سنة ؛ فسنة الرحمة تتصل بأسم الرحمان الرحيم ، وسنة الانتقام تنبع من مواضع انتقامه ، وهكذا الحال بالنسبة الى بقية الأسماء ، والصفات الالهية . وحول سنة الانتقام الالهي نقول : ان الله - عز وجل - شاء بمشيئته العليا ان ينتقم من كل طاغوت متجبر في الأرض ، فهو - سبحانه - أبى ان لاتكون الكبرياء والجبروت الا له ؛ فقد جاء في الحديث عن الامام الصادق ( عليه السلام ) يقول عن الله تعالى : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، فمن نازعني في شيء منهما قصمته .. (47) ، ولذلك فعندما يأتي طاغية كفرعون ، ويدعي الربوبية قائلا : { أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى } ( النَّازعات / 24 ) ، فان السنة الالهية تفعل هنا فعلها في الانتقام ، ولذلك رأينا ان رب العالمين أخذ فرعون وجنده واغرقهم في اليم ، وجعلهم عبرة لمن يعتبر .وفي مقابل هذه السنة ، هناك سنة الدفاع عن المستضعفين المتصلة بسنة الرحمة ،
ومن كونه - تعالى - الرحمن الرحيم فهو يدافع عن المستضعفين وينصرهم في نهضتهم ضد الظالمين ، ويجعل انتقامه على أيديهم ان هم اخلصوا النصرة له ولكلمته العليا ، ووجد منهم - سبحانه - الاخلاص والتفاني في سبيله ، وفي ذلك يقول - عز وجل - : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الاَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } (القَصَص/5-6). ( 48)
  المستوى الرابع :
كل كلمات الانبياء والمرسلين ومن بمستواهم كالخضر ولقمان الحكيم ونحوهم والائمة المعصومين هي سنن تاريخية وقوانين كونية فماينطق بكلمة الا وهي سنة كونية لاتبديل ولاتحويل فيها فكلمة الامام الحسين عليه السلام في معركة الطف لعمر بن سعد حول ملك الري او لباقي الطغمة الكافرة المحاربة لله ولرسوله في كربلاء سنة تاريخية وقانون كوني لايقبل النقاش . وهذه مجموعة من النماذج جرت على لسان اهل البيت عليهم السلام وهي وافية واضحة :
قال امير المؤمين علي عليه السلام : «عباد الله إنَّ الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين، يعود ما قد ولّى منه، ولا يبقى سرمداً ما فيه، آخر فعاله كأوّله، متشابهة اموره، متظاهرة أعلامه»(49).
وفي تفسيره للايمان باعتباره ذا أربعة أعمدة الصبر واليقين والعدل والجهاد)، يقول: (اليقين منها على أربع شُعَب، على تبصرة الفطنة وتأوّل الحكمة، وموعظة العبرة وسنة الأولين)(50).
ويقول(عليه السلام) في موضع آخر:
(واعلوا عباد الله انكم وما انتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى قبلكم، ممن كان اطول منكم اعماراً، واعمر دياراً، وابعد آثاراً..)
ويقول في خطبة اخرى:
«فاعتبروا بما اصاب الامم المستكبرين من قبلكم. من بأس الله وصولاته ووقائعه ومثلاته. واتّعظوا بمثاوى خدودهم ومصارع جنوبهم»(51 )كما يقول في نفس الخطبة:
«فانظرو كيف كانوا حيث كانت الاولاد مجتمعة والاهواء مؤتلفة. والقلوب مهتدلة. والايدي مترادفة. والسيوف متناصرة، والبصائر نافذة والغرائم واحدة، الم يكونوا أرباباً في اقطار الأرضين؟ وملوكاً على رقاب العالمين؟! فانظروا الى ما صاروا اليه في آخر امورهم، حين وقع الفرقة، وتشتّت الألفة، واختلفت الكلمة، والافئدة، وتشعبوا مختلفين، وتفرقوا متحاربين، قد خلع الله عنهم لباس كرامته، وسلبهم غضارة نعمته، وبقي قصص اخبارهم فيكم عبراً للمعتبرين»(52).
ويقول في خطبة اخرى:
(وان لكم في القرون السالفة لعبرة، أن العمالقة؟ وأبناء العمالقة اين الفراعنة وأبناء الفراعنة اين اصحاب مدائن الرّس الذين قتلوا النبيين، وأطفئوا سنن المرسلين، احيوا سنن الجبارين؟ اين الذين ساروا بالجيوش، وحزموا بالألوف، وعسكروا العساكر ومدّنوا المدائن؟(53).
كما أن الروايات الاسلامية اولت عناية كبيره لهذه المسألة، واعتبرتها أحد المصادر المهمّة للمعرفة وبالأخصّ للمسائل الاخلاقية، وتهذيب النفوس، والالتفات الى واقعيات الحياة.
وقد جاء في رواية أن الامام امير المؤمنين(عليه السلام) عندما كان في طريقه مع عسكره الى صفين وصل الى مدينة (ساباط) ثم الى مدينة (بهرسير) (المناطق التي كانت مركزاً لحكومة الساسانيين) التفت احد صحابته فجأة الى آثار كسرى (والملك الساساني المعروف) وانشد البيت:
جرت الرياحُ على مكان ديارهم ***** فكأنّهم كانوا على ميعاد
فقال الامام(عليه السلام): لِمَ لم تقرأ. هذه الآيات: (كَمْ تَرَكَوا مِنْ جَنّات وَعُيُون وَزُرُوع وَمَقام كَرِيم وَنِعْمَة كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَاَورَثْناها قَوماً آخَرِينَ فَما بَكَتْ عَلَيهِمُ السَّماءُ وَالاْرْضُ وَما كانُوا مُنظَرِينَ)(54).
وقد جاء في حديث الامام الصادق(عليه السلام): إنّ داود(عليه السلام) خرج من المدينة وهو يقرأ (الزبور)، وما من جبل أو حجراً وطير أو حيوان وحشي إلاّ ويقرأ معه، وهو مستمر في طريقه حتى وصل الى جبل، يعيش على قمته نبي عابد اسمه
(حزقيل)، أدرك مجيء داود عندما سمع ترتيل الجبال والطيور والوحوش، وعندما سأل داود النبيَّ: هل تأذن لي بالصعود إليك؟ فأجابَهُ النبي العابد: لا، فبكى داود، فأوحى الله الى (حزقيل) بأن لا يوبّخ داود، وأن يطلب من الله تعالى حسن العاقبة، فقام حزقبل وأخذ بيد داود وجاء به الى محله.
فسأله داود: هل عزمت على الذنب يوماً؟
فاجاب: لا.
ثم سأل: هل حصل عندك الغرور والعجب لكثرة عبادتك؟
أجابه: لا، ثم سأله: هل رغبت في الدنيا وهل أحببت شهواتها ولذاتها؟
أجاب: نعم، نعم قد يخطر هذا في قلبي.
فسأله: ماذا تفعل آنذاك؟ أجاب: أدخل في هذا الوادي واعتبر بالذي فيه.
فدخل داود الوادي، فرأى أريكة من حديد وعليها جمجمة متآكلة وعظاماً رميمة ولوحة مكتوبة، فعرف داود: أن ذلك يتعلق بملك مقتدر حكم سنينَ طويلة وبنى مدناً كثيرة. وقد بلغ به الأمر الى ما تراه ... ( 55).
هذه الروايات والاخبار والخطب نماذج على السنن التاريخية وقاهريتها  وقصتها مع الأولين لاتختلف عنها مع الآخرين فليتعظ كل منا بهذا الحديث قبل ان تجري علينا سنن من كانوا قبلنا ...
المصادر :
46 . المدرسة القرآنية الشهيد السيد محمد باقر الصدر ص 62.
47 .بحار الانوار : المجلسي : ج70 ص 192 .
48 . التوحيد صبغة الحياة  السيد محمد تقي المدرسي ص37.
49 . نهج البلاغة : شرح وتحقيق محمد عبده  الخطبة 157.
50 . نهج البلاغة، الكلمات القصار، الجملة 31.
51 . نهج البلاغة، الخطبة 192، (الخطبة الناصعة).).
52 . نفس المصدر، الخطبة 192، (الخطبة الناصعة).
53 . نهج البلاغة، الخطبة 182 .
54 . بحار الانوار : المجلسي  الجزء 68 الصفحة 327.
55 . بحار الانوار المجلسي  الجزء 14 الصفحة 22 (ملخص الحديث). نفحات القران : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج1 ص 155 -  169.



كتاب في حلقات (الحلقة السابعة ) المفهوم القرآني


كتاب في حلقات (الحلقة السابعة )المفهوم القرآني


للقرآن الكريم روعه أدخل وشوف







اثير الخاقاني
نبذة عن المفهوم القراني 
المفهوم القرآني هو الرؤية او النظرة التي نستفيدها لبيان الآيات ومدلولها ( 40) وهذا المفهوم يتحرك في دائرة القران وهي تساوي كل شي لان بيان  القران او تبيينه كان لكل شي كما قال تعالى : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل 89) والتبيان والبيان بمعنى واحد يشمل على ماوراء الدلالة اللفظية كما يراه السيد الطباطبائي بقوله (..مبني على ما هو ظاهر التبيان من البيان المعهود من الكلام و هو إظهار المقاصد من طريق الدلالة اللفظية فإنا لا نهتدي من دلالة لفظ القرآن الكريم إلا على كليات ما تقدم، لكن في الروايات ما يدل على أن القرآن فيه علم ما كان و ما يكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة، و لو صحت الروايات لكان من اللازم أن يكون المراد بالتبيان الأعم مما يكون من طريق الدلالة اللفظية فلعل هناك إشارات من غير طريق الدلالة اللفظية تكشف عن أسرار و خبايا لا سبيل للفهم المتعارف إليها...) ثم ذكر في المبحث الروائي رواية تعضد هذا المعنى (عن عدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى و أبو عبيدة  عبد الله بن بشير الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال: علمت ذلك من كتاب الله عز و جل إن الله يقول: فيه تبيان كل شيء.) (41)
وعلى هذا فان موضوع المفهوم القرآني ساحة فسيحة تسع الدنيا ومافيها الى يوم الدين فالمفهوم يتحرك بين العقائد والفروع والأحكام والآداب والأفكار والمضامين والأمثال ونحوها وغيرها من مختلف ومؤتلف ورد في القران او تعرضت له الآيات الشريفة .والمفهوم القراني كرؤية حيوية يمثل شكلا أعجازيا يضاف الى الأعجاز الهائل لكتاب الله العزيز فهذه الرؤية استجمعت في كشفها للاشياء وما حولها على كل عناصر الابداع والنجاح فالرؤية القرانية كونية قريبة من الانسان فجمعت بين العالمية ومحلية الانسان كمكلف بالقران وموضوع له وقرنت بين القوة العقلية الدقيقة جدا وبين لطافة الاسلوب ورقته وعطفه وشاعريته في ادراج الاحكام العقلية ومست الواقع دون اخلال بإرادة الانسان وكرامته وعبرت عن الحق بلا احتكاك يصدم المخاطب به وتناولت اشد المواضيع حساسية باجمل كناية حفظت للجميع حرمة الستر وجمال الساتر .
 واختصارا نتعرض الى مفهومين مهمين يمثلان نموذجا غنيا بالفائدة والأهمية يتناسب وهذا البحث المختصر .
العقيدة في المفهوم القرآني   :
المفهوم القرآني للقوانين الكونية والسنن التاريخية :

العقيدة في المفهوم القرآني :
العقيدة هي ان توحد الله تبارك اسمه وتوحيده في الاصول الخمس المعروفة وقد تعرضنا في هذا البحث للتوحيد كأساس لكل الأصول الاخرى وهو جامعها ورأسها ، والمفهوم القراني او الرؤية القرانية (في التعريف بحقيقة الألوهية يجعل الكون والحياة معرضاً رائعاً تتجلى فيه هذه الحقيقة . . تتجلى فيه بآثارها الفاعلة ، وتملأ بوجودها وحضورها جوانب الكينونة الإنسانية المدركة . . إن هذا المنهج لا يجعل  وجود الله  سبحانه قضية يجادل عنها . فالوجود الإلهي يفعم القلب البشري - من خلال الرؤية القرآنية والمشاهدة الواقعية على السواء - بحيث لا يبقى هنالك مجال للجدل حوله . إنما يتجه المنهج القرآني مباشرة إلى الحديث عن آثار هذا الوجود في الكون كله؛ وإلى الحديث عن مقتضياته كذلك في الضمير البشري والحياة البشرية .والمنهج القرآني في اتباعه لهذه الخطة إنما يعتمد على حقيقة أساسية في التكوين البشري . فالله هو الذي خلق وهو أعلم بمن خلق : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) .(سورة ق 16 ) والفطرة البشرية بها حاجة ذاتية إلى التدين ، وإلى الاعتقاد بإله (42 )
 ونبدأ بذكر نخبة من الآيات الكريمة الدالة على التوحيد والوحدانية : (
قال تعالى (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 117) قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (الاعراف 59)   (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (الاعراف 65)  (  وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (هود 61)   (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (النحل 36)  

العقيدة الاسلامية مختزلة في التوحيد و عبادة الله عز وجل وحده والتوحيد بذلك يشكل دائرة هائلة من الارتباطات بين الاصول الاخرى وبين التفاصيل والفروع فالتوحيد من شروطه النبوة والامامة والمعاد والله تعالى عادل فلا يصدر عنه  الظلم أبداً لانه خير محض و كمال مطلق هذه العلاقة المتينة بين اصول الدين يصورها لنا الامام الرضا عليه السلام في هذه الرواية :  عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ، وكان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : سمعت رسول الله يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله عز وجل يقول : « لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي ، فلما مرت الراحلة نادى : بشروطها وأنا شروطها » ( 43) .

لقد افتتح الانبياء جميعا دعوتهم بالدعوة إلى إله واحد أحد لا شريك له ولا ولد، واعظم دعوة الى التوحيد تلك التي انطلقت من القران بعد أن أتم عليهم الحجة ببلاغته وفصاحته وتحديه لهم ان ياتوا بعشر سور من مثله مفتريات كما قال تعالى (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (*) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (هود 13 - 14)  )، ثم يتحداهم بان ياتوا بسورة واحدة فقط كما قال تعالى (  وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (البقرة 23)) وغرس فيهم قابلية التفكر وارجاع المسببات إلى اسبابها بمقتضى الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها، فالطفل على سذاجته وطبيعته يدرك أن كل شي ء لا بد له من سبب في وجوده وبصورة طبيعية يعترف بوجود خالقه وموجده منذ نعومة ا ظفاره.
ولذلك كان الاسلام دين الفطرة أي أن كل ما فيه فطري وضروري، يعترف به العقل بصورة طبيعية ارتكازية، وقد اشتمل الكتاب الكريم على عدد ليس بالقليل من آياته البينات، تضمنت ارشاد العبد وتوجيهه إلى خالق الكون، وانه هو المدبر والمبدئ والمعيد، وكل آية من هذه الايات على اختلاف اساليبها، تكفي لاقناع الانسان إذا استعمل عقله وتفكيره بوجود اللّه ووحدانيته ونعمه التي لا يحصيها العادون، فمرة يوجهنا القرآن إلى ما في الارض من حيث تكوينها والنعم الجسام التي اعدها للانسان في ظاهر الارض وباطنها، واخرى يصعد بالانسان إلى الفضاء، ليريه عظمة الخالق الذي زرع في هذا الفضاء الذي لا يدرك الانسان نهايته من الكواكب والنجوم على اختلاف آثارها ومنافعها، وثالثة إلى النظر في خلقه وتكوينه ونشأته ومراحل حياته ومماته، إلى كثير من أمثال هذه الاساليب التي وردت في الكتاب الكريم، ليبقى الانسان على ما فُر عليه من الايمان باللّه ووحدانيته كي لا يقول قائل انا كنا عن الاعتراف بوجود اللّه ووحدانيته غافلين، أو يعتذر المعتذر عن الاشتراك أو الكفر باللّه وبما انزل: (أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (الاعراف 173) ) فلا ينبغي أن نهلك ونعاقب بما فعل المبطلون.
(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (الزخرف 23)).
و القرآن الكريم (44) تارة يبتدئهم بالبراهين والامثال حسبما تقبله عقولهم ويتفق مع نزعاتهم وتقاليدهم، واخرى يسوق لهم الادلة في مقام التنديد على المنكرين للتوحيد والمعاد ورسالات الانبياء، من غير ان يرتكز جحودهم على العلم والمنطق: قد سلكوا في ظلمات من الجهل والعناد واتبعوا أهواءهم وكل شيطان اضلهم عن سبيل اللّه وقد وصفهم اللّه سبحانه في كتابه فقال:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (*) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (سورة الحج الاية 8 - 9 )).
لقد عرى القران العرب الجاهلية من كل معاذيرها واوضح تهافتها وتناقضاتها ببيان بلاغي و عقلي رائع كما في في هذه الايات الكريمة
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللّهُ)( لقمان: 25.).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللّهُ)( لزمر: 38.).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)( الزخرف: 9.).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)( الزخرف: 87.).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)( العنكبوت: 61.).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءَ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللّهُ)( العنكبوت: 63).

كان هذا اعتقاد البعض منهم  نعم كانوا يشركون مع الله تعالى اصناما كما قال عز من قائل (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (الزمر آية 3) ) ولما جاءهم  النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله بدين التوحيد الخالص وعبادة الرحمن وحده  جحدوا واستكبروا استكبارا  بالرغم من  معرفتهم بان الخالق هو الله سبحانه  ذات ماجاء به النبي الاكرم صلى الله عليه واله ولكن حمية الجاهلية وهوى القلوب الضالة واعتياد العادات الفاحشة والمنكرات أبت عليهم إلاّ أن ينغمسوا فيها ويتركوا النور المحمدي وسفينة النجاة التي حفت بهم دون ان ينقذوا انفسهم من نار وقودها الناس والحجارة  ..!! والقران يمضي ليصور لنا الطوائف الاخرى قبل الاسلام في الجاهلية فمنها كافرة ملحدة تؤمن بالدهر محي ومميت كما قال تعالى : (  (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)( الجاثية: 24.).) والقران يردع هولاء وغيرهم بالحجة الدامغة كما قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْق جَدِيد * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيز)( فاطر: 15 ـ 17. ) وقد ذكر المفسرون في هذه الاية مباحث واسعة خلاصتها ان الله تعالى هو الغني المطلق والمخلوق فقر مطلق لان الله تعالى هو الخالق وواجب الوجود والعباد مخلوقون ممكني الوجود وهكذا فبمجرد ان يتوقف  الفيض الالهي لحظة واحدة على العبد يزول العبد من الوجود وما ترى من الموت في المخلوقين الا دليل على الفناء والضعف والافتقار(45). وصفوة القول ان القران تعرض للعقيدة وجوهرها التوحيد بكل تفاصيل الموضوع دون ان يسلب حرية الفرد وارادته في البحث والاستدلال والتنقيب عن الحجج التي ترسخ الاعتقاد في ذاته واشترك في المفهوم القراني للعقيدة الاسلوب القراني لانه ملازم ثابت اينما توجه الاستدلال القراني فهناك جمالية التعبير عنه وهذه فقرة تضاف الى سلسلة الاعجاز القراني .



المصادر :
40 . التدبر الموضوعي في القران ص 312 .
41 . الميزان في تفسير القران : العلامة الطباطبائي ج12 ص 168.
42. في ظلال القران :سيد قطب ج4 ص185 .
43 . رواه الصدوق في العيون 2 : 134 ، التوحيد : 24 ، الأمالي : 195 ، صحيفة الرضا ( عليه السلام ) :ص 79  البحار : المجلسي ج 3 : ص13 .
44 . تاريخ الفقه الجعفري : السيد هاشم معروف الحسني ص 24 .
45 . وللمزيد في هذا الموضوع يراجع  : مفاهيم قرانية : العلامة السبحاني ج1 ص 117 - 151 ) .

كتاب في حلقات : اطلالة على كتاب الله : الحلقة السادسة


اطلالة على كتاب الله (الحلقة السادسة )




للقرآن الكريم روعه أدخل وشوف




اثير الخاقاني
كتاب يؤسس العقل الإسلامي والإنساني ويرسم ملامح الحياة  الأفضل :
كل خلفيات التطور الفكري والحضاري عند المسلمين يرجع الفضل فيها كليا للقران كدستور لقياس الصحيح والحق والملائم والمناسب والشرعي والإنساني من ضده ونقيضه على ساحة الواقع  ولتسليط الضوء على هذا الموضوع نستجمع بعض تفاصيله في ثلاث جهات لهذا التأسيس هي :
1. التأسيس العقلي للمجتمع الإسلامي : ويتمثل هذا التأسيس في وضع منظومة متكاملة لبناء العقل السليم وهو المعمل للأفكار التفصيلية فيما بعد فنجد التكوين القراني واضحا في العديد من الآيات القرآنية : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (البقرة 269) : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (آل عمران 7) : هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (إبراهيم 52) : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (سورة ص 29) .(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 18)  قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (النحل 27) (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179) ) )

و لم يعين في الكتاب العزيز هذا الفكر الصحيح القيم الذي يندب إليه إلا أنه أحال فيه إلى ما يعرفه الناس بحسب عقولهم الفطرية، و إدراكهم المركوز في نفوسهم، و أنك لو تتبعت الكتاب الإلهي ثم تدبرت في آياته وجدت ما لعله يزيد على ثلاثمائة آية تتضمن دعوة الناس إلى التفكر أو التذكر أو التعقل، أو تلقن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحجة لإثبات حق أو لإبطال باطل كقوله: "قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم و أمه" الآية أو تحكي الحجة عن أنبيائه و أوليائه كنوح و إبراهيم و موسى و سائر الأنبياء العظام، و لقمان و مؤمن آل فرعون و غيرهما ع كقوله: "قالت رسلهم أ في الله شك فاطر السموات و الأرض": إبراهيم: 10، و قوله: "و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم": لقمان: 13، و قوله: "و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أ تقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم" الآية: غافر: 28، و قوله حكاية عن سحرة فرعون: "قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات و الذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا" إلى آخر ما احتجوا به: طه: 72.
و لم يأمر الله تعالى عباده في كتابه و لا في آية واحدة أن يؤمنوا به أو بشيء مما هو من عنده أو يسلكوا سبيلا على العمياء و هم لا يشعرون، حتى أنه علل الشرائع و الأحكام التي جعلها لهم مما لا سبيل للعقل إلا تفاصيل ملاكاته بأمور تجري مجرى الاحتجاجات كقوله: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر": العنكبوت: 45 و قوله: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون": البقرة: 138، و قوله في آية الوضوء: "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون": المائدة: 6 إلى غير ذلك من الآيات.
و هذا الإدراك العقلي أعني طريق الفكر الصحيح الذي يحيل إليه القرآن الكريم و يبني على تصديقه ما يدعو إليه من حق أو خير أو نفع، و يزجر عنه من باطل أو شر أو ضر أنما هو الذي نعرفه بالخلقة و الفطرة مما .. لا يتبدل و لا يتنازع فيه إنسان و إنسان، و لا يختلف فيه اثنان، و إن فرض فيه اختلاف أو تنازع فإنما هو من قبيل المشاجرة في البديهيات ينتهي إلى عدم تصور أحد المتشاجرين أو كليهما حق المعنى المتشاجر فيه لعدم التفاهم الصحيح )الميزان العلامة الطباطبائي ج5 ص 149 .
2. الجهة الثانية : من القران انطلقت مختلف علوم العربية من نحوها وبلاغتها وصرفها وقواعدها العامة كذلك استلهمت الفلسفة مبانيها من القران بدلا عن الينابيع القديمة كاليونان والرومان وارسطو وافلاطون وغيرهم كما قام علم الكلام مستندا على أي القران وهو العلم المعني بالعقائد والباحث في مواردها والفقه واصوله وعلوم القران وتفسيره والحكمة والادب  فضلا عن العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء والفلك والرياضيات ولا ادعي ان القران مرجعا للفيزيائي في الفيزياء او الكيمياء او الحساب ولكنه مرجعا في الاشارة الى  كليات هذه العلوم ومن هنا لا نترقب من القرآن الكريم ان يكشف لنا الحقائق والمبادئ العامة للعلوم الاخرى ولا نترقب من القرآن الكريم ان يتحدث لنا عن ..الفيزياء أو الكيمياء أو النبات أو الحيوان ، صحيح أن في القرآن الكريم اشارات الى كل ذلك ، ولكنها اشارت بالحدود التي تؤكد على البعد الالهي للقرآن ، وبقدر ما يمكن أن يثبت العمق الرباني لهذا الكتاب الذي أحاط بالماضي والحاضر والمستقبل والذي استطاع أن يسبق التجربة البشرية مئات السنين في مقام الكشف عن حقائق متفرقة في الميادين العلمية المتفرقة ، لكن هذه الاشارات القرآنية انما هي لاجل غرض عملي من هذا القبيل لا من أجل تعليم الفيزياء والكيمياء . القرآن لم يطرح نفسه بديلا عن قدرة الانسان الخلاقة ، عن مواهبه وقابلياته في مقام الكدح ، الكدح في كل ميادين الحياة بما في ذلك ميدان المعرفة والتجربة ، القرآن لم يطرح نفسه بديلا عن هذه الميادين ، وانما طرح نفسه طاقة روحية موجهة للانسان ، مفجرة طاقاته ، محركة له في المسار الصحيح . ( 37)
وهذه الاشارات هي التي قادت الكثير من خبراء العلوم الطبيعية والنفسية والاجتماعية الى الاكتشافات المهمة  منها :
1. أظهرت القياسات الجديدة (عام 2007) للأرض بأن هناك تناقصاً عن القياسات السابقة، ولا يعلم العلماء هل هو تناقص حقيقي، أم هو بسبب تطور أجهزة القياس وفي هذه إشارة الى قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  الرعد: 41
2. يقول العلماء حديثاً: لا يحدث البرق إلا في بيئة عاصفة تتشكل فيها حبات البرَد، هذا ما وصل إليه العلماء قبل عدة سنوات وهذا ما قاله القرآن قبل أربعة عشر قرناً: كما في قوله تعالى : وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
النور: 43
3. في آخر مؤتمر طبي قرر الأطباء بعد تجارب طويلة أنه من الضروري جداً أن يتم إرضاع الطفل سنتين كاملتين، لأن جهاز المناعة لا يكتمل إلا بعد سنتين، هذه الحقيقة الطبية قررها القرآن قبل 14 قرناً:
كما في قوله تعالى : وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ البقرة: 233
4. تبيَّن حديثاً أن جميع بحار الدنيا يوجد في قاعها صدوع تتدفق منها الحمم الملتهبة التي تحمّي ماء البحر، هذه الحقيقة ذكرها القرآن قبل 14 قرناً في قوله تعالى مقسماً بهذه الظاهرة: كما قال تعالى : وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الطور: 6
5. من الحقائق الجديدة أن الجبال نشأت نتيجة تمدد ألواح الأرض واصطدامها، مما فسح المجال لنشوء الأنهار، هذه الحقائق حدثنا عنها القرآن بقوله تعالى:
كما قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا
الرعد: 3
6. تبين بما لا يقبل الشك أن جميع الجبال في الدنيا تملك جذوراً تمتد عميقاً تحت الأرض، حتى الجبال الجليدية تملك هذه الجذور، وتبارك الله الذي يقول:
واليه يشير قوله تعالى : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
النبأ: 6-7
7 . من الاكتشافات المذهلة اكتشاف ان الشمس تجري بسرعة في الكون وتدور حول مركز المجرة في 250 مليون سنة!! وتدور أيضاً حول نفسها، وهكذا يؤكد العلماء اليوم أن الشمس تسير وتجري بسرعات كبيرة وتسبح في هذا الكون، وهذه الحقيقة العلمية لم يتوصل إليها العلماء إلا مؤخراً. وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لقمان: 29
8. اكتشف العلماء الذرة ثم اكتشفوا ما هو أصغر منها وهي الإلكترونات والبروتونات، ثم اكتشفوا ما هو أكبر منها وهي الجزيئات، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بآية واحدة، يقول تعالى: وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ يونس:6  (38)
ويمكن مراجعة الخطوات الجبارة التي خطها الاعجاز العلمي للقران الكريم وهو مستمر بعطاءه الواسع ومن المختصين بهذا المجال الدكتور النجار وعبد الدائم كحيل وأسماء أخرى .
3. الجهة الثالثة : القران هو المؤسس للحضارة العربية والإسلامية معا ولا يوجد مصدر عربي معتّد به عمل كمنظومة حضارية متكاملة سوى القران من حيث البعد الزماني ونزوله في بقعة تمثل قلب الأهمية الجغرافية لبلاد العرب والمسلمين وخضوع اللسان العربي المعروف بفصاحته وبلاغته أمامه هارباً من راية التحدي القرآنية جعله الملهم والموجه العقلي والنفسي والاجتماعي وهذا بالضبط ما حدا ببعض الكتاب الى القول نصا (ليس من حضارة من الحضارات محددة المولد معلومة الظروف والتاريخ الا الحضارة العربية والاسلامية فهي ..وليدة الكتاب العزيز وتنظيم الرسول الكريم وهذان الأصلان هما أهم دعائهما ...)(39) ولازال القران يبني الحضارة الاسلامية والعربية كل يوم وهي تتحطم بفعل الغزو الفكري والنفسي والاجتماعي واللغوي والعقائدي وتستمر عملية الهدم الخارجي والداخلي في قِبال البناء القرآني المستمر حتى يظهر ناصر القران وحامله وخيرة الخلف لخير سلف فيميط الأذى والكرب والعناء عن امة القران وعن القران وعن حملة القران وأحبائه .
المصادر :
37 . المدرسة القرآنية : السيد الشهيد محمد باقر الصدر ص 37 .
38. صور رائعة من الإعجاز : عبد الدائم كحيل ص 3 - 6 -18 وانظر ايضا إسرار الكون للمؤلف نفسه ، والكون والقران أشرف أحمد محمد محمد عماشة  أطروحة ماجستير مصر.
39 . لمحات من تاريخ الحضارة العربية والإسلامية : الدكتور علي عبد الله الدفاع ص 147 . وكلمة مرادفة لها للدكتور محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي حيث جعل القران هو المؤسس للعقل العربي والحضارة العربية فضلا عن الحضارة الإسلامية .

كتاب في حلقات : اطلالة على كتاب الله : الحلقة الخامسة


كتاب في حلقات ( الحلقة الخامسة)



للقرآن الكريم روعه أدخل وشوف




اثير الخاقاني
كتاب يهدي للتي هي أقوم: 
الهداية من أهم أهداف القران الكريم تجاه العباد والهداية  هي الإرشاد والدلالة ، والهدى ضد الضلال  و القرآن هو كتاب الهداية فيستفاد من جميع آياته، إذ أن كلّها تنصب في الهداية وتصرِّح أو تشير إلى الجانب الهدائي والتوعوي سواء في قصصه أو في أمثاله أو في بيانه للقضايا العلميَّة، لأنَّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم لم يبعث لأجل أن يبيِّن للناس الحقائق العلمية و أسرار الطبيعة، بل بعث لتعليم الناس و تزكيتهم فهو السراج المنير . وبناءً عليه، عند قراءة القرآن، ينبغي أن نركِّز على الجانب الهدائي في القرآن الكريم (33). أن الهداية من الله تعالى على قسمين : هداية عامة وهداية خاصة ، والهداية العامة قد تكون تكوينية ، وقد تكون تشريعية ، أما الهداية العامة التكوينية فهي التي أعدها الله تعالى في طبيعة كل موجود سواء أكان جمادا أم كان نباتا أو حيوانا ، فهي تسري بطبعها أو باختيارها نحو كمالها ، والله هو الذي أودع فيها قوة الاستكمال ، ألا ترى كيف يهتدي النبات إلى نموه ، فيسير إلى جهة لا صاد له عن سيره فيها ، وكيف يهتدي الحيوان فيميز بين من يؤذيه ومن لا يؤذيه ؟ فالفأرة تفر من الهرة ، ولا تفر من الشاة ، وكيف يهتدي النمل والنحل إلى تشكيل جمعية وحكومة وبناء مساكن ! وكيف يهتدي الطفل إلى ثدي أمه ، ويرتضع منه في بدء ولادته ( قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) طه : 50  .وأما الهداية العامة التشريعية فهي الهداية التي بها هدى الله جميع البشر بإرسال الرسل اليهم وإنزال الكتب عليهم ، فقد أتم الحجة على الإنسان بإفاضته عليه العقل وتمييز الحق من الباطل ، ثم بإرساله رسلا يتلون عليهم آياته ، ويبينون لهم شرائع أحكامه ، وقرن رسالتهم بما يدل على صدقها من معجز باهر ، وبرهان قاهر ، فمن الناس من اهتدى ، ومنهم من حق عليه الضلالة : أنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا الانسان : 3  .
وأما الهداية الخاصة ، فهي هداية تكوينية ، وعناية ربانية خص الله بها بعض عباده حسب ما تقتضيه حكمته ، فيهيئ له ما به يهتدي إلى كماله ويصل إلى مقصوده ، ولو لا تسديده لوقع في الغي والضلالة ، هذا وقد أشير إلى هذا القسم من الهداية في غير واحد من الآيات المباركة ، قال عز من قائل :" فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة الاعراف : 30 . قل فلله الحجة البالغة فلو شآء لهداكم أجمعين الانعام : 149 . ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشآء البقرة : 272 . إن الله لا يهدي القوم الظالمين الانعام : 144 . والله يهدي من يشآء إلى صراط مستقيم .  البقرة : 213 . إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشآء . القصص : 56 . والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا . العنكبوت  : 69 . فيضل الله من يشآء ويهدي من يشآء وهو العزيز الحكيم  . ابراهيم  : 4 " .
إلى غير ذلك من الآيات التي يستفاد منها اختصاص هداية الله تعالى وعنايته الخاصة بطائفة خاصة دون بقية الناس ، فالمسلم بعد ما اعترف بأن الله قد من عليه بهدايته هداية عامة تكوينية وتشريعية طلب من الله تعالى أن يهديه بهدايته الخاصة التكوينية التي يختص الله بها من يشاء من عباده . (34)
ونخلص الى ان الهداية بقسميها العام والخاص والهداية العامة بقسميها التكويني والتشريعي قد بلَّغ القران  بها وبيَّن حدودها وآياته مفاتيح الهدايات جميعا  وكما جاء في قوله تعالى. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (الإسراء آية 9) (..قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى .. البقرة آية 120) والهداية تعني سلوك الطريقة الصحيحة والمصدر لهذه الهداية هو القران وعلى ضوء هذه المعادلة من يخالف القران فانه من الناكبين عن سواء الطريق .
والقران لم ينزل كتاب اكتشاف بل كتاب هداية ، القرآن الكريم لم يكن كتابا مدرسيا ، لم ينزل على رسول الله (صلى الله عليه واله ) بوصفه معلما بالمعنى التقليدي من المعلم لكي يدرس مجموعة من المتخصصين والمثقفين ، وانما نزل هذا الكتاب عليه ليخرج الناس من الظلمات الى النور ، من ظلمات الجاهلية الى نور الهداية والإسلام . اذن هو كتاب هداية وتغيير وليس كتاب اكتشاف وتجارب (35)  وطبيعة الهداية القرآنية انها شاملة جامعة لكل نواحي وميادين الحياة لان الإنسان في مسيرة عمره يسير وأمامه اتجاهات وطرق مختلفة وهي متناقضة وخطرة الاّ الصراط المستقيم فأنه الموصل الوحيد الى الغاية وبوصلته تتجه الى الأمام فقط وهو واسع في ذاته يسع كل الخلق فكل مخلوق له من هذا الصراط سبيل دون ان يتنكب جادته او ينحرف عن اتجاهه ويحتاج المرء الى كاشف في طريقه لئلا يتعثر او يعشو بصره في الظلام الحالك وهنا تبدو ايات القران انوارا تهدي وتوضح وتبين معالم الطريق كما قال تعالى :( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (*) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (المائدة 15 – 16 ) . يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الحديد 57)
وللهداية القرآنية ثمرات كثيرة ظاهرة وباطنة قريبة وبعيدة ومن هذه الثمرات الظاهرة والقريبة من عقولنا :
1. إيقاظ التدبر والتأمل وهي ثمرة الهداية القرآنية وبخلاف هذه الهداية فان صاحبها مفتقر الى التدبر يعيش التيه والفوضى  كما قال تعالى أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء اية 82) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد اية 24).
2 . الاستماع والإنصات الى الآيات القرانية تأتي من ثمرات الهدي القرآني قال تعالى (ذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الأعراف 204) .
3. الاعتبار بالقصص القرآني وهي نافعة لمن هدى الله أنفسهم بالقران والا فقصة يوسف لو قرئت على النفوس الضالة لم تردعهم لحظة عن الفحشاء والمنكر كما قال تعالى (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (يوسف 111) .
4 . التركيز على الهدي العقلي دون الحسي في معظم الاحيان كما قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ...(سورة الرعد 31) ) .
5. ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (الاسراء اية 9) يعلق السيد الطباطبائي على هذه الاية بقوله (و القرآن الكريم مع ذلك يذكر أن ما يهدي إليه طريق من الطرق الفكرية، قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم": إسراء: 9 أي الملة أو السنة أو الطريقة التي هي أقوم، و على أي حال هي صراط حيوي كونه أقوم يتوقف على كون طريق الفكر فيه أقوم، و قال تعالى: "قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم": المائدة: 16 و الصراط المستقيم هو الطريق البين الذي لا اختلاف فيه و لا تخلف أي لا يناقض الحق المطلوب، و لا يناقض بعض أجزائه بعضا.. ) (36 )
6. تزيد الهداية القرآنية  المؤمن إيمانا والجاحد إضلالا كما قال تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (سورة الأنعام آية 25) وبالمقابل من يؤمن ويوفق للهداية القرآنية (.. يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (سورة مريم آية 76).

المصادر :
33. الامثل في تفسير كتاب المنزل : الشيرازي ج1 ص 73.
34. البيان في تفسير القران : السيد الخوئي ص 496 .
35 . المدرسة القرانية : السيد الشهيد محمد باقر الصدر ص 36.
36. الميزان في تفسير القران : العلامة الطباطبائي ج5 ص 147 .

كتاب في حلقات : اطلالة على كتاب الله : اهمية القران للذات الانسانية مفردة ومجتمعة الحلقة الرابعة


كتاب في حلقات - أهمية القران للذات الإنسانية مفردة ومجتمعة ( الحلقة الرابعة)
اثير الخاقاني
القران المعصوم الوحيد من الكتب  : 
فضل القران المجيد وأهميته نطق به أولاً القران نفسه ثم أهله ثم العقل وهذه روافد الحقيقة بينت وعمقت في الوجدان اهمية كتاب الله تبارك وتعالى ومن ينظر عن كثب الى حجم التركيز على هذا الكتاب المبين يعلم المغزى من وراءه ويسكتشف بعض مرامي هذا الاهتمام ولاشك ان ابرز ما يبدو للباحث هو عصمة القران عن أي باطل صغيرا كان ام كبيرا معلنا ببطلانه او مخفيا وربما كان مع وجود النبي الاكرم وعترته  الطاهرة (صلوات الله عليهم وسلامه ) يشكل القران المصدر الأساس فيما تكون سنة النبي والعترة سندا يوضح ويبين ويؤكد ظواهره ومضامينه أمّا بعد رحيل النبي وعترته وغيبة الامام القائم بالحق فان القران هو الحبل الوحيد للنجاة بعد ان شاب المصادر الاخرى شائبة الدس والتحريف فالسنة النبوية بعد ان منعت من التدوين بفعل الخلافة القائمة بعد النبي صلى الله عليه واله بحجة انها اصبحت تنسي المسلمين كتاب الله تعالى على ما روى الذهبي في ترجمة أبي بكر, قال : إن الصدّيق ( يعني أبا بكر ) جمع الناس بعد وفاة نبيّهم ! فقال : إنّكم تحدّثون عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحاديث تختلفون فيها , والناس بعدكم أشدّ اختلافاً , فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً , فمن سألكم فقولوا :بينا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه ) (25) ورواية اشد منعا عن الخليفة الثاني هذا نصها وهي رواية جمع فيها السيد محمد رضا الجلالي كل ألفاظ الروايات فيها فجاءت جامعة وهذا نصها : (قال قرظة بن كعب : بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة , وشيّعنا إلى موضع قرب المدينة , يقال له :(صرار ) وقال : أتدورن لِمَ شيّعتكم , أو مشيت معكم ؟
قال : قلنا : نعم , لحقّ صحبة رسول الله , أو : نحن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم , ولحقّ الأنصار .
قال عمر : لكنّي مشيت معكم لحديثٍ أردت أن أحدّثكم به , فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم , إنّكم تقدمون على قومٍ ,أو :تأتون قوماً , تهتزّ ألسنتهم بالقرآن اهتزاز النخل _ أو : للقرآن في صدورهم هزيزٌ كهزيز المرجل , أو :لهم دويٌّ بالقرآن كدويّ النحل _ فإذا رأوكم مدّوا إليكم أعناقهم , وقالوا : أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم _ أو :فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث _
فأقلّوا الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وأنا شريككم.
أو : فلا تصدّوهم بالحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم(26).
ورواية أخرى حول منع عمر صحابة كباراً بالخصوص عن الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
فمنع أبا هريرة : قال عمر لأبي هريرة : لتتركنّ الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو لألحقنّك بأرض دوس. (27) وحتى بعد التدوين فقد وضعت فيها - أي السنة النبوية -  آلاف الروايات الضعيفة والمردودة بل المكذوبة وأمّا أقوال العترة الطاهرة فقد شُنت عليها حملات إبادة منظمة استهدفت حَمَلة الروايات ثم مدونيها ثم مروجيها ثم العاملين بها فضلا عن حرق وطمر كل مكتبة يُشك فيها انها تحوي إرثاً لآل علي عليه السلام  فلم يبق غير القران كتاب ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (سورة فصلت اية 42)  وقد روى الحارث الهمداني قال : دخلت المسجد فإذا أناس يخوضون في أحاديث فدخلت على علي فقلت : ألا ترى أن أناسا يخوضون في الأحاديث في المسجد ؟ فقال : قد فعلوها ؟ قلت : نعم ، قال : أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : ستكون فتن ، قلت : وما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله ، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم . هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، فهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الاهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا ، هو الذي من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به اجر ، ومن دعا اليه هدى إلى صراط مستقيم  ... (28) .
ولذلك فقد اشتد حرص اهل البيت عليهم السلام على الاهتمام بالقران واستثماره  وبيان معانيه للرعية ومعرفة أحكامه وإرجاع ما خفي من الأحكام في الوقائع المستحدثة بعد عصر الرسالة الى آياته وقد بلغ الاهتمام بكتاب الله حدا كبيرا جعل المحدّثين يفردون كتبا كاملة في فضل القران وأهميته نذكر منها :
1ـ كتاب فضل القرآن ليونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام.
2ـ كتاب فضل القرآن لمحمد بن الحسن الصفار المتوفي سنة 290 هـ.
3ـ كتاب نوادر القرآن لعلي بن إبراهيم بن هاشم في القرن الثالث الهجري.
4ـ كتاب فضل القرآن لمحمد بن مسعود العياشي في القرن الثالث الهجري.
5ـ كتاب فضائل القرآن لأحمد بن محمد بن عمار المتوفي سنة 346هـ.
كما عقد جمع من علماء الإمامية أبواباً خاصة حول القرآن في كتب الحديث مثل:
1ـ كتاب فضل القرآن في الجزء الثاني من أصول الكافي للكليني.
2ـ كتاب فضل القرآن في الجزء الثاني من موسوعة من لا يحضره الفقيه.
3ـ كتاب القرآن في الجزء الرابع من موسوعة وسائل الشيعة.
4ـ كتاب القرآن في الجزء الأول من مستدرك وسائل الشيعة.
5ـ كتاب القرآن في الجزء الثاني والتسعين من موسوعة بحار الأنوار.
وهذا يدلك على مدى اهتمام الشيعة بالقرآن الكريم، كما أن التأريخ يشهد لهم مدى تفانيهم وبذلهم لأرواحهم على مدى التأريخ في سبيل القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام، وقبل كل ذلك كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو أول من سمع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وآله وخالجته آياته، وهو أول من جمعه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وكتب تفسيره وتأويله وشأن نزوله كما في متضافر الأدلة انظر (29) .
أحاديث في فضل القران :
هذه نخبة من الروايات عن النبي واله الأطهار في فضل القران الكريم وهي نزر يسير مما هو موجود في بطون الكتب والمطولات واليك الأحاديث :
قال رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) : ( يا سلمان عليك بقراءة القرآن ، فإن قراءته كفارة للذنوب ، وسترة من النار ، وأمان من العذاب ، ويكتب لمن يقرأ بكل آية ثواب مائة شهيد ، ويعطى بكل سورة ثواب نبي ، وتنزل على صاحبه الرحمة ، وتستغفر له الملائكة ، واشتاقت إليه الجنة ، ورضي عنه المولى.)
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده).  
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع ، فاقرؤوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما أني لا أقول : (الم) حرف واحد ، ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة ) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( إِن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظل يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فانه كلام الرحمن ، وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان ) (30 )

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصدق القول، وأبلغ الموعظة، وأحسن القصص كتاب الله. - عنه (صلى الله عليه وآله): فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه (31). روي  الإمام علي (عليه السلام): أحسنوا تلاوة القرآن فإنه أنفع القصص، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور وروي عن الإمام علي (عليه السلام): لا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) لما سئل ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة ؟ :لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة. روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) - في صفة القرآن -: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق على الأزمنة، ولا يغث على الألسنة، لأنه لم  يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، والحجة على كل  إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) (32)
المصادر :
25 . تذكرة الحفاظ : شمس الدين محمد بن احمد الذهبي  (ج1/ص 2 - 3 ).
26. طبقات ابن سعد (ج6/ص 7) وسنن الدارمي (ج1/ص73) ح 285 و286 وسنن ابن ماجه (ج1/ص 12) باب التوقي في الحديث  وتذكرة الحفاظ للذهبي (ج1/ص7) وكنز العمال للمتقي الهندي (ج2/ص 284 - 285 ) رقم ( 4017 ).
27 .  البداية والنهاية لابن كثير (ج8/ص 106   ) . تدوين السنة النبوية : محمد رضا الجلالي الحسيني ص 354 .
28 . سنن الدارمي ج 2 ص 435 ، . بحار الانوار ج 9 ص 7 عن تفسير العياشي .
29 . تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: السيد حسن الصدر ص316 ـ 317؛ والذريعة الى تصانيف الشيعة: الشيخ اغا بزرك الطهراني ج4 ص231.
30 . بحار الانوار : المجلسي ج 89 ص 19  جامع الاخبار : الشيخ محمد السبزواري على اغلب الاقوال ج6 ص 13.
31. الحديثان من البحار:ج 77 / ص114 . ج 92 / ص19.
32 . ميزان الحكمة :محمد الريشهري ج8 ص 190 نقلا عن البحار وتحف العقول وغرر الحكم.



 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م