الثلاثاء، 8 مايو 2012

الإمام علي .. أمل السماء .. أمل البشرية .. المراق

الإمام علي .. أمل السماء .. أمل البشرية .. المراق !!
اثير الخاقاني
لم يكن الإمام علي  من البشر حيث البشر في الحياة يتمددون في حلالها ويغوصون في لهوها المجوز في حكم الشرع لأنه ضرب في الحياة باقصى مايرى طريقا للجد فيها .. وليس عليا من صنف علماء الأمة الذين يبحثون في العلوم لكي ينالوا مرضاة الله تعالى ومرضاة عبيده لانه تعلم ان الله فقط ولم يرى لسواه محلا ليعمل له كثيرا او قليلا  ..وليس عليا من أي نموذج في أذهاننا عن العباقرة والمبدعين .. لأنه نسيج وحده في كل فن وأسطورة على مدى الزمان ، ولولا ما أرى من الروائع في القران وعلو شانه عن كلام ماسواه  لقلت ان نهج البلاغة تنزيل الملك القدوس وليس قول بشر في بطائح قريش ، ان الحديث عن هذه المعجزة البشرية السماوية يطول بكل المقاييس ولكن اغتنم الحديث عنه لاثبت ذاتي اولا ! لان الموقف عند علي بن ابي طالب مرآة للكمال ومدعاة للسمو وهذا احد مناقبه العجيبه اذ الباحث عنه واجد لنفسه دون المبحوث عنه . لاشك في كون الإمام علي ذهب عن الدنيا زاهدا فيها ولكن نجد لسيرته اثرا اعظم دلالة ممن عمرها بالبقاء طويلا وبالملك والجاه كثيرا ، واعزز هذه الملاحظة بهذه النقاط الاساسية :
1 . لقد حفر عليا في سجل التاريخ الاسلامي كلمة ظلت تتحدى القرون والعقول ولازالت وهي عبارته الشهيرة " سلوني قبل ان تفقدوني " وما اعتقده جزما انه أراد بالسؤال مايتعدى زمنهم القريب البسيط الى متزاحم العقائد فيمابعد ولما لم يجد لهذا الكلام اذن واعية تحدث هو بغريب المقال وفيه كل الأسرار فكان مما أبقته السياسة_ سليما من الحرق والإتلاف_  نهج البلاغة وهو كما قيل دون كلام الخالق فوق كلام المخلوق فكان شيئا صغيرا من جواب سؤاله سلوني قبل أن تفقدوني .
2  . اجتمع في شخصية علي المتناقضات جميعا في ظاهرها  فهو الضّحاك في الحروب وهو البكاء أمام اليتيم وحين يذوب في محرابه ، وهو الزاهد في صفرائها وحمرائها وكل زينتها وهو أنشط ساع في مناكب الحياة والعامل في الزراعة وحفر الآبار ليعيش من كد يده ، وهو القائل اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخراك كأنك تموت غدا ! لقد أراد المسلمون ان يطبقوا هذا المثال الزاخر بالقيم الحية فكانوا اما صوفي متسول او قاتل مأجور باسم الجهاد ، ان طريق علي طريق الدين وهما طريق الوسطية العزيزة في يومنا الحاضر .
3 . ان سيرة وفكر الإمام علي ما يكشف لنا عن جوانب كثيرة من المبادئ العظيمة التي اكتسبها من معاني القرآن الكريم ومن تعاليم مربيه العظيم وابن عمه النبي الأكرم محمد (ص) وهذه المبادئ تظهر لنا عناصر الحكمة من جميع جوانبها المادية والمعنوية وهي متسمة بالعاطفة والإحساس المتطلع دائما إلى الرحمة والرأفة والدفاع عن الحق والحرية والإنسان.فكان (عليه السلام) يهتم بتنمية الشخصية الإنسانية إذ يركز على الجانب الفكري يوليه مكانة خاصة انسجاما مع النهج القرآني الذي يؤكد على التفكير والتأمل ويرفض الجهل والتقليد.فمن أقواله التي تشيد بمقام العلم ودوره في تقويم شخصية الفرد: (لا غنى كالعقل, ولا فقر كالجهل, ولا ميراث كالأدب, ولا ظهير كالمشاورة... وقوام الدين والدنيا أربعة: عالم مستعمل لعلمه, وجاهل لا يستنكف أن يتعلم, وجواد لا يبخل بمعروفه, وفقير لا يبيع آخرته بدنياه...والعلم الذي يدعو إليه هو العلم المفيد النافع الذي يخدم الحضارة وينسجم مع الأخلاق والقيم (وأعلم أنه لا خير في علم لا ينفع ولا ينتفع بعلم لا يحق تعلمه) وطبقات الناس العلمية (قيمة كل امرئ ما يحسنه) هذا هو المقياس الذي اعتمده الإمام علي (عليه السلام) واستخدمه في تصنيف الناس إلى فئات ثلاث:
(عالم رباني, ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريع, لم يستضيئوا بنور العلم, ولم يلجأوا إلى ركن وثيق) والعلماء الربانيون هم المؤمنون الواعون الذين دعاهم إيمانهم ووعيهم إلى أن ينذروا أنفسهم لطلب العلم لينفتحوا على الله ويفتحوا عيون الناس على الحق.
4 . قسما لو اتبعنا عليا في كل شي لأصبحنا نعطي كل عام البطاقة الخضراء للاجئين عوضا عن امريكا ، ومن دولنا تنطلق المنظمات الإنسانية وتزدحم الدول الغربية علينا لتأخذ منا مبادرات السلام لنزاعاتها ، ولازالت اعتقد ان علي سيرجع يوما ما ولكن ليس من اجل العراقيين او العرب وإنما ليحاكم الأمم الراقية على ما اسائت التصرف فيما أخذت عنه .
5 . ما الذي كان يقصده الامام علي من قوله "فزت ورب الكعبة "حينما أهوى عليه ابن ملجم بالسف وهو ساجد يصلي وهو في قمة صلاته وعبادته انه قال: فزت ورب الكعبة، لانه لم يكن إنسان الدنيا ولو كان إنسان الدنيا لكان أتعس إنسان على الإطلاق لو كان إنسان الدنيا لكان قلبه يتفجر الماً وكان قلبه ينفجر حسرة ولكنه لم يكن إنسان الدنيا، لو كان إنسان الدنيا فسوف يندم ندماً لا ينفعه معه شيء، لانه بنى شيئاً انقلب عليه ليحطمه أي شيء يمكن ان ينفع هذا الشخص؟ اذا فرضنا أن شخصاً اراد ان يربي شخصاً آخر لكي يخدمه فلما ربى ذاك الشخص كابن ملجم مثلا ونمى واكتمل رشده جاء ليقتله ماذا ينفع هذا الشخص ندمه غير ان يموت  ...لقد ذهب عليا وهو لايرى ما عمل خلفه شيئا بل كل همه من ذلك هل كان مقبولا لدى ربه ! لقد فزت ياعلي بكل المعايير وبسلوك ادنى كائن يرى الحياة يوم مضى واخر قادم ...
 متى يرعف الدهر بمثل علي ؟! .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م