الخميس، 10 مايو 2012

كتاب في حلقات : اطلالة على كتاب الله : اهمية القران للذات الانسانية مفردة ومجتمعة الحلقة الرابعة


كتاب في حلقات - أهمية القران للذات الإنسانية مفردة ومجتمعة ( الحلقة الرابعة)
اثير الخاقاني
القران المعصوم الوحيد من الكتب  : 
فضل القران المجيد وأهميته نطق به أولاً القران نفسه ثم أهله ثم العقل وهذه روافد الحقيقة بينت وعمقت في الوجدان اهمية كتاب الله تبارك وتعالى ومن ينظر عن كثب الى حجم التركيز على هذا الكتاب المبين يعلم المغزى من وراءه ويسكتشف بعض مرامي هذا الاهتمام ولاشك ان ابرز ما يبدو للباحث هو عصمة القران عن أي باطل صغيرا كان ام كبيرا معلنا ببطلانه او مخفيا وربما كان مع وجود النبي الاكرم وعترته  الطاهرة (صلوات الله عليهم وسلامه ) يشكل القران المصدر الأساس فيما تكون سنة النبي والعترة سندا يوضح ويبين ويؤكد ظواهره ومضامينه أمّا بعد رحيل النبي وعترته وغيبة الامام القائم بالحق فان القران هو الحبل الوحيد للنجاة بعد ان شاب المصادر الاخرى شائبة الدس والتحريف فالسنة النبوية بعد ان منعت من التدوين بفعل الخلافة القائمة بعد النبي صلى الله عليه واله بحجة انها اصبحت تنسي المسلمين كتاب الله تعالى على ما روى الذهبي في ترجمة أبي بكر, قال : إن الصدّيق ( يعني أبا بكر ) جمع الناس بعد وفاة نبيّهم ! فقال : إنّكم تحدّثون عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحاديث تختلفون فيها , والناس بعدكم أشدّ اختلافاً , فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً , فمن سألكم فقولوا :بينا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه ) (25) ورواية اشد منعا عن الخليفة الثاني هذا نصها وهي رواية جمع فيها السيد محمد رضا الجلالي كل ألفاظ الروايات فيها فجاءت جامعة وهذا نصها : (قال قرظة بن كعب : بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة , وشيّعنا إلى موضع قرب المدينة , يقال له :(صرار ) وقال : أتدورن لِمَ شيّعتكم , أو مشيت معكم ؟
قال : قلنا : نعم , لحقّ صحبة رسول الله , أو : نحن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم , ولحقّ الأنصار .
قال عمر : لكنّي مشيت معكم لحديثٍ أردت أن أحدّثكم به , فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم , إنّكم تقدمون على قومٍ ,أو :تأتون قوماً , تهتزّ ألسنتهم بالقرآن اهتزاز النخل _ أو : للقرآن في صدورهم هزيزٌ كهزيز المرجل , أو :لهم دويٌّ بالقرآن كدويّ النحل _ فإذا رأوكم مدّوا إليكم أعناقهم , وقالوا : أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم _ أو :فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث _
فأقلّوا الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وأنا شريككم.
أو : فلا تصدّوهم بالحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم(26).
ورواية أخرى حول منع عمر صحابة كباراً بالخصوص عن الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
فمنع أبا هريرة : قال عمر لأبي هريرة : لتتركنّ الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو لألحقنّك بأرض دوس. (27) وحتى بعد التدوين فقد وضعت فيها - أي السنة النبوية -  آلاف الروايات الضعيفة والمردودة بل المكذوبة وأمّا أقوال العترة الطاهرة فقد شُنت عليها حملات إبادة منظمة استهدفت حَمَلة الروايات ثم مدونيها ثم مروجيها ثم العاملين بها فضلا عن حرق وطمر كل مكتبة يُشك فيها انها تحوي إرثاً لآل علي عليه السلام  فلم يبق غير القران كتاب ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (سورة فصلت اية 42)  وقد روى الحارث الهمداني قال : دخلت المسجد فإذا أناس يخوضون في أحاديث فدخلت على علي فقلت : ألا ترى أن أناسا يخوضون في الأحاديث في المسجد ؟ فقال : قد فعلوها ؟ قلت : نعم ، قال : أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : ستكون فتن ، قلت : وما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله ، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم . هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، فهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الاهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا ، هو الذي من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به اجر ، ومن دعا اليه هدى إلى صراط مستقيم  ... (28) .
ولذلك فقد اشتد حرص اهل البيت عليهم السلام على الاهتمام بالقران واستثماره  وبيان معانيه للرعية ومعرفة أحكامه وإرجاع ما خفي من الأحكام في الوقائع المستحدثة بعد عصر الرسالة الى آياته وقد بلغ الاهتمام بكتاب الله حدا كبيرا جعل المحدّثين يفردون كتبا كاملة في فضل القران وأهميته نذكر منها :
1ـ كتاب فضل القرآن ليونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام.
2ـ كتاب فضل القرآن لمحمد بن الحسن الصفار المتوفي سنة 290 هـ.
3ـ كتاب نوادر القرآن لعلي بن إبراهيم بن هاشم في القرن الثالث الهجري.
4ـ كتاب فضل القرآن لمحمد بن مسعود العياشي في القرن الثالث الهجري.
5ـ كتاب فضائل القرآن لأحمد بن محمد بن عمار المتوفي سنة 346هـ.
كما عقد جمع من علماء الإمامية أبواباً خاصة حول القرآن في كتب الحديث مثل:
1ـ كتاب فضل القرآن في الجزء الثاني من أصول الكافي للكليني.
2ـ كتاب فضل القرآن في الجزء الثاني من موسوعة من لا يحضره الفقيه.
3ـ كتاب القرآن في الجزء الرابع من موسوعة وسائل الشيعة.
4ـ كتاب القرآن في الجزء الأول من مستدرك وسائل الشيعة.
5ـ كتاب القرآن في الجزء الثاني والتسعين من موسوعة بحار الأنوار.
وهذا يدلك على مدى اهتمام الشيعة بالقرآن الكريم، كما أن التأريخ يشهد لهم مدى تفانيهم وبذلهم لأرواحهم على مدى التأريخ في سبيل القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام، وقبل كل ذلك كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو أول من سمع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وآله وخالجته آياته، وهو أول من جمعه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وكتب تفسيره وتأويله وشأن نزوله كما في متضافر الأدلة انظر (29) .
أحاديث في فضل القران :
هذه نخبة من الروايات عن النبي واله الأطهار في فضل القران الكريم وهي نزر يسير مما هو موجود في بطون الكتب والمطولات واليك الأحاديث :
قال رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) : ( يا سلمان عليك بقراءة القرآن ، فإن قراءته كفارة للذنوب ، وسترة من النار ، وأمان من العذاب ، ويكتب لمن يقرأ بكل آية ثواب مائة شهيد ، ويعطى بكل سورة ثواب نبي ، وتنزل على صاحبه الرحمة ، وتستغفر له الملائكة ، واشتاقت إليه الجنة ، ورضي عنه المولى.)
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده).  
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع ، فاقرؤوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما أني لا أقول : (الم) حرف واحد ، ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة ) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : ( إِن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظل يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فانه كلام الرحمن ، وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان ) (30 )

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصدق القول، وأبلغ الموعظة، وأحسن القصص كتاب الله. - عنه (صلى الله عليه وآله): فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه (31). روي  الإمام علي (عليه السلام): أحسنوا تلاوة القرآن فإنه أنفع القصص، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور وروي عن الإمام علي (عليه السلام): لا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) لما سئل ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة ؟ :لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة. روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) - في صفة القرآن -: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق على الأزمنة، ولا يغث على الألسنة، لأنه لم  يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، والحجة على كل  إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) (32)
المصادر :
25 . تذكرة الحفاظ : شمس الدين محمد بن احمد الذهبي  (ج1/ص 2 - 3 ).
26. طبقات ابن سعد (ج6/ص 7) وسنن الدارمي (ج1/ص73) ح 285 و286 وسنن ابن ماجه (ج1/ص 12) باب التوقي في الحديث  وتذكرة الحفاظ للذهبي (ج1/ص7) وكنز العمال للمتقي الهندي (ج2/ص 284 - 285 ) رقم ( 4017 ).
27 .  البداية والنهاية لابن كثير (ج8/ص 106   ) . تدوين السنة النبوية : محمد رضا الجلالي الحسيني ص 354 .
28 . سنن الدارمي ج 2 ص 435 ، . بحار الانوار ج 9 ص 7 عن تفسير العياشي .
29 . تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: السيد حسن الصدر ص316 ـ 317؛ والذريعة الى تصانيف الشيعة: الشيخ اغا بزرك الطهراني ج4 ص231.
30 . بحار الانوار : المجلسي ج 89 ص 19  جامع الاخبار : الشيخ محمد السبزواري على اغلب الاقوال ج6 ص 13.
31. الحديثان من البحار:ج 77 / ص114 . ج 92 / ص19.
32 . ميزان الحكمة :محمد الريشهري ج8 ص 190 نقلا عن البحار وتحف العقول وغرر الحكم.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م