السبت، 29 سبتمبر 2012

التدين ملجأ اجتماعي ام وعي فطري ....اثير الخاقاني


التدين ملجأ اجتماعي ام وعي فطري

على أعقاب حدث عالمي مفتعل  - بتقديري – وهو الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م تفجرت منابع الوعي السياسي الدولي باحثة ومعلقة على مصادر الجريمة الكبرى جنبا الى جنب معى الآلة العسكرية المكوكية الحركة باتجاه الشرق والغرب .. سُلط الضوء الكاشف على بقعة الشرق الأوسط ليوجه إصبع الاتهام وكالعادة بصورة مذهلة وعجيبة ولأول مرة في تاريخ المحاكم العسكرية يوجه الاتهام للخطاب الديني للجماعة المتهمة وليس لافرادها وهكذا تسلم المجتمع الإسلامي ورقة الاتهام لدينه بالتدريج !! على أي حال ليس هذا مايعنينا بل تداعياته التي تلت مرحلة الاتهام وهي مرحلة تحولات التدين الى ملاجئ اجتماعية ومساكن لنيل الثقة لمن خذلهم محيطهم والاخطر هو امتهان الدين مهنة للمعاش مما خلق ارضية لاختراق المجتمع الاسلامي بأساليب ملتوية ومقلوبة فهناك من رجال الدين من اخذ يحرك العواطف ما امكنه حتى يكسب بذلك جمهورا ونقودا وهناك من اراد بهذا الجياش المفتعل للعواطف نفوذا وأعوانا وجنودا... لقد تكونت طبقتان بمثابة الحد الفاصل بين الدين الحقيقي والمجتمع هي طبقة النبلاء ورجال الدين الجدد في الشرق . الطبقتان من منشأ واحد وهو الإسلام السياسي الذي رفع بضحاياه ودمائهم طبقة برجوازية تشكل ممولا متحركا مخفيا لنشاطه السياسي ، والطبقة الثانية هي الطبقة الخطابية والتي انعتها بالطبقة " الصوتية " وهم الخطباء والمبلغين والدعاة الذين نراهم اليوم يملئون القنوات الفضائية والاذاعات وعلى المنابر وفي الشوارع هاتان الطبقتان شكلتا فاصلا بين الدين الحقيقي والمجتمع لا اقول فاصلا تاما لان هناك استثناءات في الطبقتين اعدهم من المظلومين لانهم يقدمون اعمالا نافعة تضيع في زحمة التيار الجارف لاقرانهم ..! والعجيب في الأمر أن التسييس الديني لم يغير شيئا رغم طبقاته ونفوذه من الواقع بل معظم البلدان التي انتصر فيها انتخابيا فشل فيها إصلاحيا ..فالحجاب انحسر والانحراف اشتد وكثر وبدت العلمانية قوة معارضة تتخلل الجماهير والأخطر انتشارها بين قواعد الإسلام السياسي ومناطقهم الشعبية ..ربما نشاهد كثرة في الإعلام لإحياء المناسبات الإسلامية لكنها احياءات تنتهي بسرعة مخافة تذمر لبرالي يمر في الشارع فيكون انتقاصه  تضعيفا من موقعهم السياسي !! هلا نظر وتامل قادة التسيس الديني الى غرمائهم في العلمانية كيف قاموا بجرأة نحو مبادئهم وثبتوها بكل اقتدار ودون أي تردد او خوف وجعلوها سنة بين الشعوب
فإمبراطور اليابان المستنير هوستو هيتو فاجأ حاشيته أثناء مأدبة في 1968، باستخدام «الشوكة» الغربية في طعامه، بدلاً من «العيدان» التقليدية اليابانية، ويستمع إلى «كونشرتو» غربي، بدلاً من الموسيقى اليابانية التقليدية.
والملك محمد الخامس نزع في 1956 الحجاب عن وجه ابنته أمام الملأ. وترجل بورقيبه من سيارته في نفس التاريخ، ونزع الحجاب عن وجه فتاة جميلة، في مسقط رأسه في «المنستير»، قائلاً لها : «وجهك جميل فلماذا إذن تغطينه بهذا الكفن؟
 لقد حارب هولاء – الحكام العلمانيون والمستنيرون- قيمنا وخلعوا الحجاب عن رؤوس الفتيات لكنهم لم يكونوا يشعروا بالخوف او الاحراج من هذا فلماذا نرى قادة الاسلام السياسي يتنازلون بأستمرار بخضوع لابناء اولئك الحداثيون من حارب قيمنا !!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م