الاثنين، 15 أكتوبر 2012

التخطيط الالهي لظهور الامام المهدي : الاضاءة الثانية

التخطيط الالهي لظهور الامام المهدي :
الاضاءة الثانية :
قال تعالى (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ( 41 ) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ( 42 ) سورة الروم 41-42) . هذه الاية الكريمة يرتكز مدلولها على معرفة معنى مادة الفساد ...ولن اتعرض لاقوال المفسرين ولا اهل اللغة بل جمعت فحوى ارائهم في معنى مختصر وهو اي الفساد يعني تغير خصواص الاشياء الطبيعية ...ولو تأملنا في ماحولنا هل بقى اي شي من الطعام والانسان والحيوان على خواصه التي خلق بها او التي سار ودرب عليها ...هذه كلمة لباحث في موضوع البيئة يستعرض الى اين وصل الفساد :تتعدد أزمات البيئة وقضاياها وتتنوع ، حتى باتت تشكل تحدياً جوهرياً لوجود الإنسان المعاصر واستمراره ورفاهيته واستقراره . فنجد أن مشاكل : الانفجار السكاني ، واستهلاك الطاقة ، واستنزاف الموارد ، والنظافة ، والغذاء ، والفقر ، والجهل ، وتلوث عناصر البيئة ( هواء ، مياه ، تربة ) ،وغيرها من المشاكل والأزمات ، باتت تهدد مناطق كثيرة من العالم ، خصوصاً بلدان العالم الفقيرة ، وتستنزف كل إمكانيتها ومواردها ، بل وتعوق كل إنجازات ومشروعات التنمية الشاملة ، وتضغط بالتالي على هذه الدول فتطرها للاستدانة ، وما يترتب عليها من ديون وفوائد مالية ومظاهر أخرى للتعبئة . وتأثير ذلك كله على طبيعة الخدمات التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية بتلك البلدان .
وتأتي مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية التي هي موروث للجميع بما فيها الأجيال القادمة على رأس المشكلات البيئية . وكذلك مشكلات التجريف للأراضي الزراعية وعلاقتها بالقضاء على جودة التربة وخصوبتها ، وإهدار المياه وسوء إدارتها في مناطق عديدة من العالم ، وبخاصة في مناطق الجنوب الفقير ، نتيجة لعدم وجود رسائل أو تقنيات حديثة لاستغلال موارد المياه من الأنهار والبحار ، وعدم الاستغلال الرشيد للمياه الجوفية لعجز الامكانيات .
فمثل هذه المشكلات التي هي من توابع الاستنزاف الرشيد للموارد وغيرها ، فضلا عن سلوك الإنسان غير المرشد وممارساته السلبية بحق هذه الموارد ؛ تؤدي لا محالة إلى تعقيد المشكلات البيئية واستعصائها على الحل ، وما يتبع ذلك في النهاية من عدم تحقيق الأمن الغذائي وباقي المتطلبات الأساسية للإنسان ، مما يجعل البلدان الفقيرة فريسة سهلة لصنوف الاستغلال والاستقطاب والتبعية في شتى المجالات ، وبخاصة السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية .
وعلى الرغم من أن الإنسان المعاصر لم يواجه هذه المشكلات في الماضي بطبيعتها الحادة إلا منذ قيام الثروة الاقتصادية سنة 1960 م وتعاظم المشكلات التلوث التي تحقن عناصر البيئة ( هواء – مياه – تربة ) بشتى أنواع الملوثات ، والتي أحدثت اضطراباً في العناصر البيئية الطبيعية وانفلاتاً وانقلاباً في بعض المناطق ( فأحداث تسونامي بجزيرة بال الإندونيسية ليست ببعيدة ) وعجز الإنسان عن مواجهتها بإمكانياته المتواضعة ؛ إلا أن القرآن الكريم في الآية 41 من سورة الروم وقبل 1400 سنة ، قد سجل هذه الممارسات وهذا الشطط الإنساني الطائش والذي يصل في بعض الأحيان إلى حد السفه ، وذلك في قول الله تعالى :
" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا
لعلهم يرجعون  "
كتاب :الإعجاز في قوله تعالى   ( ظهر الفساد في البر والبحر ) : أ . د / زكريا محمد عبد الوهاب طاحون ...
الامام المهدي يظهر لاعادة خواص الاشياء التي  تغيرت ...خواص الخليقة التي خلقها الله تعالى وقد سبق ان قال تعالى في اية اخرى على لسان ابليس اللعين كلمته (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ..119 النساء ... هذه الاية تدلل على ان الشيطان يامر بتغيير خلق الله ...اننا لم نر خلقا اخر بقرة طائرة او انسان بذيل ثعلب ...ولكنا وجدنا انسان بخواص حيوان ويخرج الينا بلا طعم ولاحيوان بخواص غريبة ونبات يتحكم فيه عقل الانسان فتنتهي روعة طبيعته لا فائدة ...تاملوا المعركة اليوم حول الاطعمة المعدلة وراثيا !!!
نكمل في الاضاءة الثانية
اثير الخاقاني
2012 / 10 / 15
ليل الاثنين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م